التبويبات الأساسية

رعى وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري اللقاء الاقتصادي التجاري الذي عقد في قاعة مبنى عصام فارس البلدي في حلبا، بدعوة من جمعية تجار عكار بعنوان "الازمة الاقتصادية وانعكاساتها على لبنان عموما وعكار خصوصا، ازمة وحلول"، في حضور النائب نضال طعمة والنائب السابق وجيه البعريني ومستشار وزير الخارجية جبران باسيل اسعد ضرغام وعضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" سامر حدارة وعضو المجلس السياسي ل"التيار الوطني الحر" جيمي جبور ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس بلدية حلبا عبدالحميد الحلبي كلمة استهلها بشكر خوري على مبادرته وزيارته لعكار وبلدة حلبا، منوها "بدوره الكبير"، وقال: "يشهد له الخصم قبل الصديق نزاهته وصدقه وشفافيته وحرصه على مصلحة لبنان وهو الذي أولى اهتمامه بكل القضايا الاقتصادية التي تخص البلد".

وطالب خوري "بإعطاء وعد قاطع لإنشاء غرفة للتجارة والصناعة في حلبا شأنها شأن طرابلس، إذ هناك ما يقارب حوالى 3500 منتسب للغرفة من أبناء عكار، وحلبا اليوم باتت مركز محافظة عكار ونقطة استقطاب لكل أبناء القرى المجاورة طلبا للعلم والعمل، وهي بحاجة ماسة لقيام غرفة صناعة وتجارة، لما فيها من خير للصالح العام، فهي تدعم قطاع الأعمال وتساند القطاع الخاص وتشجع على الاستثمار وتعزيز الإنتاجية ورفع تنافسية بيئة الأعمال، وهذا جل ما تحتاجه محافظة عكار ، لتحفيز نشاط القطاعات الإقتصادية فيها وتحسين واقع المواطن العكاري".

وألقى رئيس جمعية تجار محافظة عكار ابراهيم الضهر كلمة رحب في مستهلها بخوري، وأكد أن "عكار عطشى للمشاريع الانمائية الكبرى سواء تلك التي تعدها الحكومة او تلك التي تشجع على المشاركة في انجازها القطاع الخاص". وناشد الرؤساء "إنصاف عكار فأبناؤها بحاجة لرعاية الدولة عبر اعطائها حقوقها تطبيقا للانماء المتوازن لتحتل عكار المكانة الاولى على جدول الاولويات، والعمل على تفعيل التنمية المستدامة في مناخ من الشراكة بين القطاعين العام والخاص".

ثم كانت مداخلة لدبوسي شدد فيها على دور خوري وقال: "نحن في التوجه عينه مع الوزير خوري لبناء وطن المؤسسات، لكن نرى ان هذا الوطن بحاجة الى منطقة الشمال وعكار، فقيامة لبنان في المرحلة الحالية تحتاج إلى منطقة الشمال بكاملها وتحتاج طرابلس عاصمة اقتصادية للبنان، فالنمو السكاني والتطور العمراني من قيام لبنان حتى اليوم بات كبيرا جدا، وهذا يعني بانه لم يعد بكافيا ان نملك مطارا واحدا ومرفأ واحدا ولا سيما ان لبنان يملك مطار القليعات ومرفأ طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومصفاة طرابلس، لماذا اذا لا نستثمر في الشمال؟"

ورأى أن "المجتمع الدولي اليوم يحتاج لبنان ليشارك في عمليات اعادة الاعمار في سوريا، وآن الاوان لان يتم اعتماد طرابلس الكبرى التي من ضمنها محافظة عكار وباقي الاقضية الشمالية، عاصمة لبنان الاقتصادية وهذا ما تقدمنا به لكم وللرئيس سعد الحريري". وحمل خوري رسالة الى كل المسؤولين المعنيين عن ان "ابناء الشمال وعكار لن يستعطوا الدولة بل يريدون دعم الدولة، لذا علينا ان نخرج من هذا المنطق للاستثمار في هذه المنطقة".

خوري
ختاما، ألقى خوري كلمة نقل في مستهلها رسالة الى الجميع من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن رئيس الحكومة سعد الحريري ومن الحكومة مجتمعة، قال فيها: "اننا هنا في عكار لأن عكار ليست ببعيدة وليس كما يحاول البعض ان يصورها بعيدة وواقعة في اطراف الوطن وخارج حدود اهتمام الدولة والمسؤولين".

أضاف: "نقول للجميع انه وخصوصا في هذا العهد وفي ظل هذه الحكومة، عكار هي قلب الوطن وفي عمق تفكيرنا واهتماماتنا، فعلى راس الدولة اليوم الرئيس العماد عون القائد السابق للجيش، وهو يعرف عكار واهلها، فعكار خزان لا ينضب، مد الجيش اللبناني بافضل جنوده وهي مقلع الرجال ومصنع الشهداء، لكن لها حقوق على الوطن وهي تعرضت تاريخيا للاهمال، ولم تأخذ من الوطن الا جزءا بسيطا مما تستحقه مقابل التضحيات الكبرى التي قدمتها".

وتابع: "نحن اليوم امام تصور جديد لن يترك مجالا للفقر والحرمان والاهمال، واننا ننطلق من اعادة نظر علمية ومن رؤية جديدة لهوية لبنان الاقتصادية، والعمل قائم في هذه الورشة، وهذه الرؤية الجديدة لن تسمح ببقاء اي منطقة لبنانية او طاقة اقتصادية خارج المشاركة بالعملية الاقتصادية وبالانتاج. وليس مقبولا ولن نسمح بان يكون في لبنان منطقة محرومة، وعكار فيها امكانات هائلة في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة والنقل الجوي وهي طاقات وامكانات غير مستثمرة في وقت يعاني فيه لبنان من عجز في الميزان التجاري وفي ميزان المدفوعات بالاضافة الى العجز الفادح في مالية الدولة".

وقال: "اذا كنا نريد فعلا ان نردم هذه الهوات وهذا العجز الكبير وان نعيد التوازن لاقتصادنا الوطني، علينا اذا ان نستغل كل هذه الطاقات المهدورة في عكار وفي كل المناطق. لذلك فان تطوير دور عكار وباقي المناطق ودمجها بالاقتصاد اللبناني، ليس مجرد وعد بل هو منطلق اساسي وركيزة مهمة لنظرتنا الى اقتصاد لبنان الجديد وهوية لبنان الاقتصادية الجديدة. من اولى الخطوات التي يجري العمل عليها هي اقرار مجلس الوزراء، فتح فروع جديدة لكليات ومعاهد للجامعة اللبنانية في محافظة عكار لأن العلم هو اهم سلاح ممكن للانسان ان يتسلح به لتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي، واننا متاكدون بان تطوير فرع للجامعة اللبنانية في عكار سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد اللبناني لجهة تأمين فرص عمل لاهالي المنطقة وتوظيف طاقات شباب هذه المنطقة في مكان آمن، قادر على توجيههم نحو المسار العلمي الصحيح ليصبحوا اعضاء منتجين في خدمة المجتمع العكاري دون التفكير بالهجرة".

أضاف: "من ضمن الخطوات ايضا التي يتم العمل عليها، توقيع وزارة الطاقة اول اتفاق مع القطاع الخاص بموجب قرار مجلس الوزراء ومنح تراخيص لانتاج الطاقة من خلال انشاء مزارع الرياح في عكار، وهذا المشروع سيساهم في انجاح احد بنود الخطة الاقتصادية التي نعمل على اساسها للحد من النفقات وخفض الدعم المخصص لمؤسسة كهرباء لبنان الذي يشكل عبئا كبيرا على مالية الدولة".

وتابع: "من جهة ثانية وجود مطار القليعات في عكار يشكل عصبا جديدا للبنان وشريانا قويا للاقتصاد في المرحلة المقبلة لاعادة اعمار سوريا، والخطوات التي يقوم بها المعنيون اليوم في هذا الاطار مثل تشكيل الهيئة العامة للطيران المدني في مطار القليعات، هي خطوات جدية وان كانت بطيئة واننا متأكدون انه سيتم تفعيل هذه الخطوات والاسراع في انجازها للبدء بالعمل في مطار القليعات في اسرع وقت".

وختم خوري: "نشدد على اهمية تطوير البنى التحتية وتأهيل الطرقات الرئيسية وشبكات مياه الشرب واقنية الصرف الصحي في عكار التي تاثرت جدا بازمة النزوح السوري، ونتطلع الى عودة آمنة للنازحين الى مناطقهم في سوريا للتخفيف من الاعباء على البنى التحتية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في عكار وفي كل لبنان. ولنا امل كبير بان الخطوات الكبيرة والمهمة ستتحقق، وحلمنا ان نقضي على المسافات التي تفصل مناطقنا الغالية كعكار عن قلب الوطن".

صورة editor11

editor11