جئنا اليوم نبحث عنك يا وطني، وانت شريد على أبواب مرحلة مؤلمة معقدة، كمن يبحث عن الحي بين الأموات، ألا وهي مرحلة الخروج من لعبة الموت بين الأمم وعقمك السياسي الداخلي والخارجي، إلى رحاب التعقل والضمير الوطني الفعال، والتمسك بالطرق الصحيحة والمستقيمة التي تقودنا جميعا للوطن الأم الأصيل الفريد المحايد، وليس الوحيد ، الذي عرفناه متماسكا قويا شامخا عملاقا عبر تاريخه، منارة الشرق حمامة السلام، ملاذ الحرية مهد الحضارة وحقوق الانسان، تاج العرب والعروبة وصوتها الصارخ عبر الأزمنة للعودة إلى محراب الأخوة والتعاون والتضامن والأصالة، لكن للأسف، امعنت به العروبة الفاشلة والجاهلة، وهو الشقيق الاصدق، خرابا ودمارا، وتناست العدو اللدود، وجراح فلسطين، والقدس المسلوبة.
نحن المغتربين نبحث عنك يا وطني، يا ضمير العالم ومهد الحرف، كما يبحث ويتمسك بك المقيمون الثكالى، والدول الصديقة، كقيمة إنسانية حضارية، اغنت العالم بمكنوزها الفكري،
وانتشارها المميز بالجدارة والمعرفة والذكاء.....
قد يرتابنا جميعا الألم والحزن والهول، لما وصلت إليه من بؤس، وما حل بك من نكبات وعذاب ومرارة وانقسامات مصيرية جذرية، كأنك بالفعل محور الحرب او السلام العالميين،أو نقطة الارتكاز للربح او الخسارة في ميازين الإقتصاد العالمية، بئس القدر.
يبقى رهاننا قوي في محطة القدر والاقدار وفي زمن المساومات على مصير الدول البريئة، أن تخرج من هذا الفيلم البوليسي العالمي المأساوي، مدرعا بصيغة المستقبل الزاهر كدولة سبق ونسجت خيارها الاستراتيجي الحكيم والذكي، لا للشرق ولا للغرب، نعم للحياد، للسلام، للمحبة والعيش الاخوي المشترك، في ظل العدالة والمساواة، ودولة القانون، لأننا شعب يؤمن أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. والمحبة والعطاء، وهذا سر لبنان الرسالة، ما زلنا نثق، بإمكانية شعب لبنان العظيم وعزيمته لاجتياز مرحلة الانقسامات والضياع إلى مرحلة الرشد والإدراك والتعقل لإنقاذ الوطن، ليصبح جنة الوجود وامل الأبناء، قدرنا اننا شعب لا يحب ولائم البكاء والنحيب على أطلال وطنه الضائع او المهدد بالزوال او الاستعباد والاستبداد، نحن ابناء تلك الصخور الصوانية وأشجار السنديان والأرز لا نركع ولا نموت بقرار خارجي، اننا نتحد وننهض وننبعث وننتصر بقرارات تاريخية وطنية
يأخذها رجالات شرفاء،لا فاسدين، آمنوا أن الوطن لابناءه، واستمراره المزدهر عنصر أساسي لحياتهم واستمراريتهم، وليس الارتهان لدولة غريبة نعيش تحت رحمتها، فالزمن لا يرحم والتاريخ يسجل الأفعال والمواقف التي تستلزم قرارات بحجم المسؤؤلية والظروف والذين ضلوا الطريق وقعوا في بؤرة نفايات الوطن..