رأى الوزير السابق فيصل كرامي أن "الاستحقاق البلدي والاختياري مهم جدا وله دلالات في ظل أزمة اقليمية تنعكس سلبا على لبنان"، مؤكدا أن "لائحة لطرابلس لا علاقة لها بالمحاصصات، بل اعتمدنا قاعدة السياسة في خدمة البلدية"، رافضا "لغة تخوين الناس ورمي الاتهامات ولغة التكفير في لعبة التنافس وتحميلها تبعات الصراع الاقليمي والدولي"، مشددا على "عدم الرد مهما بلغ الأسفاف والتجني والجنون لدى أصحاب الرؤوس الحامية الذين لم يترددوا في ارتكاب كل المعاصي وأبرزها الكذب"، لافتا الى "أن الرد عليهم يوم الاحد، غدا، في صناديق الاقتراع".
كلام كرامي جاء خلال لقاء جامع للماكينة الانتخابية البلدية والاختيارية لتيار الرئيس عمر كرامي العاملة في مدن الفيحاء، والذي عقد في ساحة قصر آل كرامي في كرم القلة، في حضور والدته السيدة مريم عمر كرامي وشقيقه خالد ومدير مكتب الرئيس كرامي عبد الله ضناوي وحشد من افراد الماكينة الانتخابية.
بعد النشيد الوطني، وتعريف من علاء جليلاتي، تحدث كرامي، فقال: "نلتقي اليوم على أبواب انتخابات بلدية واختيارية في طرابلس والميناء وكل الشمال، هذا الاستحقاق مهم جدا وله دلالات، وأهمها هو مجرد إجراء هذا الاستحقاق عامل ايجابي في ظل أزمة اقليمية تنعكس بشكل سلبي على لبنان، من هنا نهنىء وزارة الداخلية على نجاحها في تنظيم هذه الانتخابات، كما نشد على أيدي الأجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي استطاع ان يضبط الامن في كل المناطق، ونأمل أن يمر يوم الاحد بسلام وبدون أي مشاكل تذكر".
أضاف: "هناك من يصور في الاعلام أن تيارنا، تيار الكرامة، لديه حضور فقط في طرابلس والميناء، وهذا مجاف للحقيقة، ويوم الاثنين ستظهر النتائج وستظهر الحقيقة، لان تيارنا ممثل في الشمال ومعظم بلديات الشمال وبإذن الله سيكون النصر حليفنا.
ثانيا: بالنسبة الى "لائحة لطرابلس"، لقد اعتمدنا قاعدة اساسية، وهي ألا تكون هناك محاصصة وأن تكون السياسة في خدمة البلدية وليس العكس، وأقول بثقة لكم وعبركم لكل الأخوة المواطنين في طرابلس:
1- هذه اللائحة لا علاقة لها بالمحاصصات، وليس بين أعضائها "كوادر حزبية" في أي من التيارات والأحزاب التي تدعمها ما عدا جمعية المشاريع والجماعة الاسلامية وذلك لأسباب تقنية محض تتعلق بهما، ونحن كنا حريصين على تمثيل كل القوى في طرابلس، وأن نلقى الدعم من كل هذه القوى للائحة لطرابلس، ويسأل البعض، لماذا هذا التوافق والإئتلاف؟ وأنا اعرف أن معظمكم كان يود معركة، ولكن دونها عقبات، وخصوصا اذا كانت تتعلق بالبلديات فدونها مخاطر كبيرة، وأولها استهداف الاقليات، ونحن حريصون على تمثيل كل الشرائح في المجلس البلدي، لذلك حرصنا على تمثيل الاقليات، ونحن سنلتزم ب "الليستا" كلها، وأي معركة كسر عظم كانت ستستهدف الاقليات.
2- هذه اللائحة عنوانها التوافق على الانماء، وهذا التوافق ينسجم مع كل ما كان يسعى اليه ويطرحه الرئيس عمر كرامي، فالرئيس كرامي كان يقول ابعدوا الانماء عن السياسة، ونحن نجحنا في جلب أكبر دعم ممكن لهذه اللائحة حتى نبعد الانماء عن السياسة، ونأمل ان نستطيع انجاز ما حققناه في البلدية ونحققه في النيابة، يعني أن يتفق النواب جميعا على الانماء في طرابلس ويشكلوا كتلة موحدة في كل ما يتعلق بمصلحة طرابلس، وهو أمر لم يحصل حتى الان للأسف الشديد.
3- إن الهدف الأساسي لهذا التوافق الذي سعينا اليه طوال الوقت وحرصنا على تذليل كل الصعوبات والعراقيل لإتمامه، هو ببساطة ايصال مجلس بلدي منسجم ومتجانس، يتمتع بقدر واسع من الاستقلالية، ويحظى بتعهد من كل القوى السياسية الفاعلة بتقديم الدعم الكامل لكل المشاريع وخطط العمل، والأهم بتجنيب العمل البلدي أي خلاف سياسي يؤدي الى تعطيل هذا العمل وزرع الألغام في طريقه كما شهدنا للأسف في تجارب سابقة.
4- لقد نجحت لائحة التوافق، وقبل حصول الأنتخابات، في تبريد الأحتقانات السياسية، وفي ضبط الخطاب الأنتخابي، وهذا بحد ذاته أمر يريح أهل المدينة وينسجم مع مزاجها العام، فنحن في النهاية "أولاد بلد" وعائلة واحدة ولا يجوز أن نعرض روابطنا العائلية والأخوية وكل الناس خير وبركة".
وتابع: "أما بالنسبة الى لائحة الميناء حضارة التي نؤيدها وندعمها، فهي بصراحة شديدة، بعيدة كل البعد من أي تسييس، ويمكن القول أنها لائحة خبرات وكفاءات وعائلات، ونحن كقوى سياسية وحين رأينا أن هذه اللائحة لا تتطلب تدخل السياسيين لأتمام التوافق، فاننا باركنا وأيدنا وشجعنا، وهذا دليل عملي على رغبة جامعة لدى أركان التوافق في طرابلس على انقاذ العمل البلدي من التجاذبات والتبعية".
أضاف: "تسمعون طبعا بعض الخطابات الأنتخابية الحادة من قبل داعمين للوائح منافسة في طرابلس والميناء، ونحن لا نرفض وجود لوائح منافسة، فهذا من صلب العملية الديموقراطية، ولكننا نرفض بشدة لغة تخوين الناس ورمي الاتهامات الكبيرة وتحميل الانتخابات البلدية في مدينتا شعارات تتعلق بالصراع الاقليمي والدولي، (بصراحة هذه الشعارات سخيفة)، والسؤال ما دخل الصراعات الدولية بانتخابات بلدية ومختارية في طرابلس؟ والجواب: هي وسيلة لشد العصب بطرق غير أخلاقية وغير مسؤولة، وعليه اتخذنا القرار بعدم الأنجرار الى الرد مهما بلغ الأسفاف والتجني والجنون لدى أصحاب الرؤوس الحامية الذين لم يترددوا في ارتكاب كل المعاصي وأبرزها الكذب!
وقال: "إضافة الى الكذب، سمعنا سخافات لا تخلو من خطورة، وهي أول مرة نسمعها في المدينة، أبرزها الأستعداد لاستعمال لغة التكفير في لعبة التنافس ، وهذا امر معيب بكل المقاييس. ونكتفي بهذا القدر من الرد عليهم، وأعدكم بعد الانتخابات لن نسمح لاحد بالتطاول علينا او المس بنا، وفي الوقت المناسب سنرد الرد المناسب الذي يعجبه. نحن صمتنا طوال أربع سنوات وآثرنا عدم الرد وحتى اليوم لن نرد لأننا نريد تمرير الانتخابات بخير وسلامة، وبعد الانتخابات لكل حادث حديث، واذا أردتم سنرد عليهم يوم الاحد في صناديق الاقتراع".
وتابع: "ماذا سنفعل يوم الأحد؟ يوم الأحد سننزل الى صناديق الأقتراع، وسنكون هادئين وديموقراطيين، ولن ندخل في سجالات ومهاترات، ولن نسمح لأحد، متكلين على الأجهزة الأمنية التي لدينا ملء الثقة بها"، بخلق توترات وصدامات بين أبناء طرابلس أو بين أبناء الميناء".
أضاف: "يوم الأحد سنقدم صورتنا للناس الذين يعرفوننا ويعرفون قيمنا وثوابتنا، وسنثبت للقاصي والداني أن تيار الرئيس عمر كرامي حريص على طرابلس وعلى كرامات أهل طرابلس وأن أي تنافس انتخابي لا يفسد للود قضية، يوم الأحد سينتهي ويبدأ يوم الاثنين، فكلنا اهل وأولاد بلد. يوم الأحد سنرجع الى بيوتنا في المساء الا وقد نجحنا في تقديم الصورة الحضارية لتيارنا، تيار الكرامة والأصالة والوفاء لطرابلس. ويوم الأحد سنقترع لائحة كاملة ليستا كلها في طرابلس وفي الميناء، فنحن حين نلتزم انما نلتزم حتى النهاية، واني أتمنى على المناصرين والمحبين الالتزام باللائحة كاملة".
وتمنى عند صدور النتائج، "عدم اطلاق الرصاص في الهواء، لاننا نرى ماذا يحصل من سقوط للضحايا الابرياء جراء الرصاص الطائش والعشوائي"، طالبا من الاجهزة الامنية ب "التشدد في هذا الامر".
وقال: "أيها الاوفياء إنها المرة الاولى التي نخوض فيها عملية انتخابية في غياب كبيرنا وقائدنا الرئيس عمر كرامي، وحين كان يقال للرئيس كرامي ان الانتخابات في لبنان صارت ماكينة كان يجيب: إنها ماكينة ووفاء. وحين يقال له الانتخابات امكانات مالية وخدمات وإعلام كان يجيب: نعم إنها كل ذلك ووفاء".
وختم كرامي: "أيها الاوفياء، معا عشنا الحلوة والمرة، وأنتم صمدتم وكنتم من اهل الثبات في اصعب الظروف، وما يجمعنا صار أكبر من السياسة، وأكبر من الانتخابات، لقد صرنا عائلة واحدة، عائلة الكرامة والوفاء، إن اندفاعكم ووفاءكم والتزامكم ومحبتكم هي الماكينة الحقيقية وهي الانتصار الحقيقي، وبإسمي وبإسمكم نعاهد عمر كرامي في عليائه بأن نحفظ الأمانة والنهج ونكون دائما حزب الوفاء لطرابلس وكرامة طرابلس، على أمل أن تحتفل طرابلس يوم الأثنين بعهد جديد من العمل البلدي والانمائي الجاد لصون هذه المدينة وحماية مصالحها وانقاذها من الأزمات التي تراكمت عبر السنين، إن طرابلس كبيرة وتستحق كفاءات كبيرة وأخلاقا كبيرة وقلوبا كبيرة وكلنا لطرابلس".