هو رجل أعمالٍ وإنماء متميّز، قاده طموحه وحبّه الكبير لبلدته إلى تولّي رئاسة بلديّتها طمعاً بإنمائها وتنميتها كما يجب وكما تستحق، فسخّر كلّ خبرته وطاقته ووقته في خدمة متطلباتها وتلبية إحتياجات أهلها.
فهو وبالرغم من واقعيته وإدراكه لصعوبات وتحديّات العمل العام، يؤمن بأنّ المعجزات ليست متسحيلة إنّما لا يمكن أن تتحقق من دون مجهودٍ جبّار وعملٍ شاق. من هنا، عمل الريّس مارديك بوغوصيان على وضع رؤية مستقبليّة لبرج حمود تحاكي المدينة العصريّة النموذجيّة الخالية من التلوث والزحمة والتي تنبض بالحياة والنشاط والفرح.
وبديناميكية استثنائية، تمكّن بوغوصيان من إطلاق رزمة مشاريع حيويّة متنوعة ضمن إطار ورشة إنمائية شاملة، في خطوةٍ ملفتة تعكس ارادته الصلبة واندفاعه الكبير لإنماء بلدته رغم كلّ المطبّات والصعوبات.
أسرة مجلّتنا التقت رئيس بلديّة برج حمود الأستاذ مارديك بوغوصيان وكان هذا اللقاء الحواري الذي تطرّق الى مختلف المشاريع الإنمائية المنجزة والتي هي قيد الإنجاز. وفي ما يلي أبرز ما دار في اللقاء.
في البداية ريّس، لماذا اخترتم الانخراط في العمل العام وتحديداً العمل البلدي خصوصاً في بلدة ضاغطة كبلدة برج حمود؟
في الحقيقة، أنا أملك قناعة معيّنة وقد تمكّنت بفعل تجربتي وعملي لفترة خارج لبنان من اكتساب خبرة معيّنة، وفكرت بأن أستغلّ طاقتي وأسخّر مهاراتي المتواضعة لخدمة المنطقة وتحسين ظروف العيش فيها، مع الإشارة الى ان الترشح لهذا المنصب يتطلّب دعماً سياسياً من أحزاب المنطقة وأنا حظيت بدعم حزب الطاشناق الذي أنتمي إليه ووصلت الى هذا الموقع بهدف تحقيق التنمية المطلوبة.
كيف تقيّمون البلدة من الناحية الإنمائية؟
في العادة تعاني المناطق النائية او مناطق الأطراف من حرمان وهذا أمرٌ نسمعه بصورة مستمرّة، اما أن تكون بلدة كبيرة كبلدة برج حمود تعاني من إهمالٍ مزمنٍ فهذه مشكلة كبيرة. وهنا لا نعني ان اهمال مناطق الأطراف أمرٌ طبيعي على الإطلاق. لسوء الحظ فإن هذه المنطقة والتي تشكل المدخل الشمالي للعاصمة مهملة ومتروكة منذ أيّام الحرب ولغاية اليوم، لذلك كان علينا ان نبدأ من هنا. ذلك أن الدولة لم تتنبّه الى واقع المناطق المحيطة ببيروت والتي باتت تضمّ كتلاً بشرية هائلة كبرج حمود التي يقطن فيها ما يزيد عن 170 ألف نسمة في مساحة صغيرة نسبياً لا تتعدّى الـ 2.3 كلم، مع الإشارة الى أن هذه المنطقة تُعدّ مركزاً صناعياً وحرفياً وتجارياً مهماً. ولعلّ مركزها الملاصق للعاصمة، وقربها من المرفأ ساهما في لفت أنظار الصناعيين والحرفيين والتجار الذين اتخذوا منها مقرّاً لعملهم، لتصبح بذلك إمتداداً طبيعياً لبيروت ومركزاً يقصده المواطنين للإرتزاق والتبّضّع.
كيف تعاملت البلديّة مع هذا الواقع ؟
منذ وصولنا الى هذا الموقع، سعينا إلى إعادة بناء هيكليّة البلديّة إنطلاقاً من الموظفين والعاملين وكنّا من أوائل البلديّات التي اعتمدت ادخال العنصر النسائي إلى الشرطة، وهذا الأمر لن نعتبره إنجازاً على اعتبار انه يجب أن يكون من بديهيّات العمل العام. وبالعودة الى السؤال المطروح، لقد عملت البلدية بدايةً على معالجة المشاكل البيئيّة المتفاقمة، فقامت بتنظيم حملات نظافة شملت كافة مداخل البلدة وجعلت كلّ أوّل أحدٍ من كلّ شهر يوم نظافة بحيث يقوم سكان البلدة بالتعاون مع البلديّة بتنظيف الشوارع في خطوة بيئيّة إجتماعية تهدف إلى توعية الناس إلى أهميّة المحافظة على نظافة المحيط كما تتيح لهم فرصة التعارف ونسج علاقات لتوثيق وتعزيز الروابط الأهليّة.
من ناحية أخرى، عملت البلديّة على تنفيذ مشروع مجمّعٍ سكنيٍ ضخم، هو عبارة عن إنشاء مبانٍ تضمّ 186 شقة بسعر التكلفة على أن يستفيد منها أبناء برج حمود، في خطوة تعكس اهتمام البلدية بأهل البلدة ولا سيّما الشباب منهم.
كذلك عملنا على وضع تصوّر من أجل معالجة مشكلة أزمة السير المزمنة في المنطقة، ولهذه الغاية قمنا ببناء مرآب للسيارات يستوعب حوالي 600 سيارة بهدف تسهيل الحركة المرورية، علماً بأنه يوجد أيضاً مشروعين لمرآبين آخرين، ولا شك بأن وضعهما قيد التنفيذ سينعكس إيجاباً على المنطقة على كافة المستويات والأصعدة.
وللرياضة أيضاً حصّة وازنة في أجندة عملنا، فقد تمّ إنجاز دراسة لملعب برج حمود ليكون مركزاً رياضياً بمقاييس ومواصفات عالميّة على غرار مدينة كميل شمعون، على ان تطلق عليه تسمية ملعب الرئيس ميشال عون. اليوم نحن في مرحلة انتظار اكتمال التمويل لبدء التنفيذ.
في الحقيقية نحن لدينا تصوّرات لمشاريع عديدة منها ما يتعلق بالبيئة كالصرف الصحي او غيره ومنها ما يتعلّق بالصحة والنقل وغيرها من الأمور الأساسيّة، انّ كل تلك التصوّرات من شأنها ان تنمّي المنطقة وترفع عنها الغبن الذي لحق بها طوال الفترة الماضية، على أمل أن تتحقق لأن هذه البلدة تستحق الكثير من الإعتناء.
ماذا عن مطمر برج حمود؟
قد يكون من المفيد التذكير هنا ، بأن بلديّة برج حمود، حزب الطاشناق ومعهم الأهالي وافقوا على هذا الواقع انطلاقاً من حسّهم الوطني، فهم أبدوا انفتاحهم واستعدادهم التام للمساعدة في البحث عن حلول جذرية لهذه المعضلة، إنما هم لن يقبلوا أن تكون الحلول على حسابهم تحت أيّ ظرفٍ من الظروف.
علمنا أيضاً بوجود مشروع تجميلي للمنطقة، هل لكم ان تضعونا في صورته؟
نعم في الحقيقة سنقوم بإعادة طلاء الأبنية والأرصفة والإنارة والواجهات من منطقة مستديرة الدورة وحتى سن الفيل علماَ بأن المشروع سينطلق في وقت قريب جدّاً، وسنقوم أيضاً بترقيم الشوارع وتسميتها بأسماء فنانين وشهداء كتخليدٍ لذكراهم.
هل من مهراجانات او نشاطات صيفية محددة؟
نحن في صدد اتخاذ القرار بشأن المهرجانات الصيفيّة لهذا الموسم، علماً بأن السنة الماضية استضفنا «سوق الأكل» الذي استقطب نحو 25 ألف زائرٍ الى برج حمود. ومن المرجح أن نستضيفه هذه السنة أيضاً إلى جانب نشطات أخرى هي حالياً قيد الدرس.