أنجزت مجموعة "درب عكار"، رحلة المشي التي كانت قد أعدت لها وأعلنت عنها مسبقا، تحت عنوان "تحدي ال 50 كيلو متر من دروب عكار في يوم واحد"، وشارك فيها حوالي 25 مغامرا، خاضوا معا غمار هذا التحدي، مجتازين غابات عكار وأعلى قممها، لمدة 12 ساعة سير متواصلة، من دون احتساب الاستراحات، ورافعين العلم اللبناني.
انطلقت الرحلة مع ساعات الصباح الأولى، وامتدت ما بين بلدتي فنيدق ومشمش في أعالي عكار (أدنى ارتفاع 1100 مترا وأقصى ارتفاع 2250 مترا عن سطح البحر).
وتجلت خلال الرحلة، روح الفريق والتكاتف بين أعضاء المجموعة، التي كانت السبب الأساسي، بتمكن الجميع من اجتياز هذه المسافة من دون إصابات تذكر، وكذلك التنوع الهائل لمناظر الدرب، من الغابات الكثيفة، إلى الأراضي الجردية، الذي كان يضفي جوا من الراحة، التي تبدد كل تعب.
الفحل
وشرح حاتم الفحل من "فريق الإرشاد" في المجموعة، عن المسلك وخطة سيره، فقال: "سلك المشاركون هذا الدرب الجبلي المميز، عابربن النقاط التالية تباعا: سهلة القموعة، غابة العزر، النبي خالد، وادي البلاط، قمة عروبة، جرد بيت أيوب، جرد مشمش، سهلة المرج، العيون، لتنتهي الرحلة في وطى مشمش، بعد إنهاء المسافة المحددة ب 50 كلم، بتوقيت أقل من 12 ساعة من المشي المتواصل (من دون احتساب الاستراحات)، وبفارق ارتفاع حوالي 1700 متر صعودا و 1800 متر نزولا.
حلاب
بدورها، قالت المشاركة سهى حلاب: "لا أدري ماذا يستطيع الشخص أن يقول في حضرة كل هذا الجمال والمناظر الطبيعية الرائعة، التي شاهدناها على طول الدرب، وكأنها حلم! كذلك عن وتناغم المجموعة، وحسن التنظيم، الذي كان مميزا جدا".
أضافت: "لقد سافرت إلى العديد من الدول بغرض المشي وتسلق الجبال، فهذه الهواية أمارسها منذ سنوات، لكن هذه التجربة من أجمل تجارب حياتي، ولن أنساها أبدا. هذه الرحلة لا تقدر بثمن، لما شاهدناه من سحر المناظر، وكأننا لسنا في لبنان".
وختمت "بكل ثقة أقول: ‘ن عكار هي فعلا أجمل مناطق لبنان".
حسون
من جهته، قال عمر حسون وهو أحد مؤسسي مجموعة "درب الضنية"، الذي شارك في هذه الرحلة: "نحن نمشي اليوم في عكار، وبرفقة زملائنا في مجموعة درب عكار، لنؤكد أن عكار والضنية تتكاملان من حيث الطبيعة، وتستحقان أخذ مكانة مرموقة في هذا النوع من السياحة، الذي ينمو تدريجيا، ويشكل خطوة واعدة نحو التنمية ونحو السياحة المستدامة، ونحن اليوم نخوض تحدي ال50 كلم، وندعو كل إنسان لخوض تجربة مماثلة، للخروج من هذا الجو المشحون، نحو الطبيعة، التي هي الملاذ لنا دائما وأبدا".
علي طالب
وقال المسؤول عن توثيق النباتات والأزهار في "درب عكار" علي طالب: "إن الغابات التي يخترقها هذا الدرب، هي أغنى الغابات في لبنان، وتضم عشرات الأنواع من الأشجار، فمن غابات الشوح الكيليكي (Abies cilicica) إلى غابات الأرز (Cedrus libani) واللزاب (juniperus) بأنواعه الأربعة، إلى السنديان (Quercus)، بمختلف أنوعه وضمنها العزر، إلى أشجار القيقب والغبيراء، وأشجار أخرى تمثل ما مجموعه أكثر من 70% من الأشجار الموجودة فيه، واستطعنا مشاهدة عدة أنواع من السحلبيات من جنس Dactylorhiza و epipactis، التي تنمو في وقت متأخر، فضلا عن مشاهدة عشرات الأنواع من الأزهار والنباتات البرية المهددة والنادرة، ولعل الرسالة التي نوجهها، هي حماية هذا التنوع وإبعاد شبح التمدد البشري إليه".
عثمان طالب
بدوره قال عثمان طالب، وهو مؤسسي "درب عكار": "عندما أعلنا عن "تحدي ال 50 كلم من دروب عكار في يوم واحد"، لم نتخيل حجم الطلبات، التي انهالت علينا للمشاركة في هذه المسافة، لقد كنا نسأل المشاركين عن مستوى ليقاتهم وقدرتهم على اجتيازهم هكذا مسافة، وبعد الغربلة لأسماء المشاركين، رسى العدد الإجمالي للمشاركين على حوالي 25 مغامرا، ليخوضوا غمار هذا التحدي، مجتازين غابات عكار وأعلى قممها، رغم التشكيك بقدرتنا على إنهاء المسافة وفق الخطة المعدة مسبقا".
الحلبي
والختام مع المشارك محمد الحلبي، الذي قال: "لقد سررت بالرحلة مع درب عكار، لقد كانت الرحلة صعبة فعلا، رغم أنني من القدامى في هذا المجال، وكان فريق درب عكار على قدر التحدي، وأكثر ما نال إعجابي هو كمية وغزارة المعلومات، التي يقدمها فريق الإرشاد، فهنا بإمكانك إيجاد جواب لأي سؤال يخطر في بالك، عن الطبيعة وعن النباتات وعن الجيولوجيا وغيرها، وهو مجهود رائع، وبإذن الله دائما نحو الأمام".