جرعة التفاؤل التي ضخّها الرئيس المكلف سعد الحريري بالأمس بعد زيارته قصر بعبدا، فرضت نفسها على الأجواء النيابية في المجلس النيابي بمناسبة انعقاد اللجان النيابية المشتركة. واجمع النواب من مختلف الكتل النيابية على أنّ هناك تقدماً حصل في تأليف الحكومة، من دون أن يستبعد البعض إمكان تأليفها قبل عيد الجيش في الواحد من آب المقبل.
النائب الآن عون عكس هذه الأجواء التفاؤلية، مؤكداً أنّ حلحلة حصلت على خط أكثر من عقدة، في حين أكّد مصدر نيابي أّنّ التقدم حصل لجهة حسم عدد الحقائب لكل مكون حكومي، بمن فيهم "القوات اللبنانية" التي ستنال أربعة حقائب.
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الحقائب الأربع تشمل حقيبة سيادية لـ"القوات" لفت المصدر إلى أنّ العمل يجري على التقدم تدريجياً من مسألة عدد الحقائب إلى مسألة نوعية وماهية هذه الحقائب، وما حسم هو عدد الحقائب حتى الآن، مستبعداً في الوقت نفسه أن يشكل مطلب الحقيبة السيادية لـ"القوات" عائقاً ولاسيّما أنّهم يصنفون عدداً من الحقائب بموازاة السيادية كحقيبة العدل على سبيل المثال.
النائب جورج عدوان بدوره أكد حصول تقدم ملموس لجهة حلحلة العقد، وقال: "متجهون إلى الحلحلة ولن ندخل بتفاصيل الطروحات، فبقدر ما نتكلم أقل بقدر ما يسير التأليف بشكل أسرع وأفضل". وأوضح أنّ الجو الإيجابي يتعلق بحلحلة ليس على صعيد العقدة المسيحية تحديداً بل على صعيد التأليف ككل.
ورداً على سؤال عن العقدة الدرزية قال عدوان "لا اعتقد أنّ هناك عقدة إذا كنا سنراعي نتائج الإنتخابات النيابية".
وعن موقفهم الرافض لامتلاك "التيار الوطني الحر الثلث" المعطل قال عدوان " في ظل التحديات المالية والإقتصادية التي يمر بها البلد لا أعتقد أنه يجب أن نولي اهتماماً لهذه الأمور" .
وزير المال علي حسن خليل، وإن بدأ دردشته أمام الإعلاميين في المجلس النيابي "بأن لا جديد" ، أضاف أنّ الجو الإيجابي الذي تحدث عنه الرئيس المكلف بالأمس يوحي بأن الحكومة أقرب من أي وقت مضى .
وحده النائب بلال عبد الله رفض تسمية " العقدة الدرزية " وقال سنستورد دواءاً من الخارج عله يكون شافياً.
على صعيد آخر علم "لبنان 24" أن كلّ الطروحات التي سادت في الكواليس والعلن ردا على تأخير عملية التأليف تراجعت بالأمس على خلفية التقدم الحاصل. فالرئيس نبيه بري يتمهل بالدعوة إلى جلسة تشاورية للبحث في الوضع الحكومي إفساحاً في المجال أمام بلورة الإتصالات والمساعي التي حصلت في الساعات الماضية . وكذلك تراجع مسألة إمكان توجيه رئيس الجمهورية رسالة إلى المجلس النيابي لحض الجميع على تحمل مسؤولياتهم في تأخير تأليف الحكومة.
(لبنان 24)