تحت عنوان: "الصفدي يبرّر لوزير الطاقة حجب "نور الفيحاء" عن طرابلس"، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لم ترق تغريدات النائب السابق محمد الصفدي عن السجال الحاصل حول الباخرة "عائشة" ومحاولته الغمز من قناة شركة "نور الفيحاء"، لكثير من الطرابلسيين الذين لمسوا في هذه التغريدات، دفاعاً عن وزير الطاقة سيزار أبي خليل الذي أساء بكلامه التهكمي عبر (LBC) إلى أمّ المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وتبريراً له ولتياره السياسي بحرمان الفيحاء من التيار الكهربائي عبر عدم الترخيص لـ"نور الفيحاء" التي أعلن الصفدي أنه إنسحب منها لأسباب أيضاً لم يفهمها من قرأ تغريداته الملتبسة التي يبدو أنّه يريد من خلالها إرضاء "التيار الوطني الحر" أكثر من الدفاع عن حقّ طرابلس بالكهرباء.
تغريدات الصفدي أظهرت بما لا يقبل الشك، أنّه في وادٍ وأنّ طرابلس وقياداتها وأهلها في وادٍ آخر، خصوصاً أنّ سيزار أبي خليل لم يطلق مواقف سياسية في شأن الكهرباء، لكنّه حاول إيقاظ فتنة نائمة من خلال اللعب على وتر مذهبي خطير، فضلاً عن إستفزازه أهالي الشمال والجنوب على حدّ سواء، من خلال تكريس إستنسابية في التغذية الكهربائية بين المناطق اللبنانية التي تتعاطى معها بعض التيارات السياسية في السلطة وفق تصنيف "أبناء الست وأبناء الجارية"، وهو أمر من شأنه أن يؤدي إلى شعور كبير بالظلم قد ينتج عنه توتّرات ربما لا يدرك النائب السابق محمد الصفدي إلى أين يمكن أن تجر البلاد والعباد.
أثار موقف الصفدي من شركة "نور الفيحاء" كثيراً من علامات الاستفهام، خصوصاً أن هذا الموضوع يكاد أن يحظى اليوم بإجماع طرابلسي حرصاً على تأمين التيار الكهربائي للمدينة على مدار الساعات الأربع والعشرين، وقد بات معلوماً للجميع أن ملف الشركة يستوفي كلّ الشروط القانونية والفنية وأنّها قدمت أسعاراً أقلّ من أسعار الدولة بعشرين بالمئة، وهو أمر يصب في مصلحة أبناء المدينة ويخفف من أعباء الفاتورتين اللتين يدفعونهما شهرياً (قاديشا والإشتراك).
وليس خافياً على أحد، أنّ "الشركة" تضم مستثمرين طرابلسيين، ويستطيع كلّ من يرغب من أبناء المدينة أو المناطق الأخرى أن يكتتب فيها، ما يشير بوضوح إلى أن الصفدي أراد إستهداف "نور الفيحاء" والتقليل من شأنها، إمّا لهدف سياسي محلّي ضيق، أو لإعطاء مبررات لوزارة الطاقة بعدم الترخيص لها، وفي كلا الحالتين فإنّ موقفه يصب ضدّ مصلحة المدينة وضدّ مصلحة أهلها الذين يتطلعون إلى الانتهاء من التقنين العشوائي والقاسي وإلى تأمين التيار الكهربائي على مدار ساعات النهار وعبر أيّ جهة كانت.
بدا محمد الصفدي في تغريداته أقرب إلى فريق سيزار أبي خليل و"التيار الوطني الحر" منه إلى نبض طرابلس وجوّها الغاضب على مصادرة حقّها في التيار الكهربائي وعلى التعاطي مع مشاريعها الإنمائية بخفة، وهو موقف يتناغم مع إهمال الصفدي لطرابلس وغيابه شبه الدائم عنها وإقفاله "حنفية" الخدمات والتقديمات وصرفه لموظفين، بعد إنتهائه من الانتخابات النيابية الأخيرة التي وقف فيها داعماً لتيار "المستقبل".
وفي هذا الإطار، ترى مصادر سياسية طرابلسية، أنّ "رصيد الصفدي في طرابلس يتآكل شيئاً فشيئاً، خصوصاً أنّ ما يشغله اليوم هو كيفية حصوله على حقيبة وزارية، إما له عن طريق الرئيس سعد الحريري الذي ينتظر منه أن يسدّد له فاتورة سياسية عن الانتخابات النيابية، وإما لزوجته فيوليت عن طريق حصة رئيس الجمهورية، وهو ما يجعله يتقرب من "التيار الوطني الحر"، ويقدّم أوراق إعتماده إلى رئيسه جبران باسيل، وصولاً إلى الدفاع عن وزير الطاقة الذي يظلم طرابلس ويحجب "نور الفيحاء" عنها.
(غسان ريفي - سفير الشمال)