لم يكن كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس عبر برنامج "كلام الناس" عادياً، وتحديداً لجهةِ موقفهِ من "حزب الله". في قراءته لخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بدا المشنوق معتدلاً إلى حدٍّ ما، ومبتعداً عن رفع السقف في الكلام، حينما اعتبر أنَّ "ما تناوله الخطاب عن انتهاء دور حزب الله في سوريا والعراق، وعدم مشاركته في اليمن كان واضحاً وواقعياً، وهو مقدمة معقولة للمفاوضات على طاولة الحوار". إلاَّ أنَّ الكلام الأبرز، تمحور حول مسألة نزع سلاح "حزب الله"، الذي نفى المشنوق أن "يكون مطروحاً على طاولة المفاوضات، وأنَّه قد يكون لهذا السلاح دور في الإستراتيجية الدفاعية بوجه إسرائيل".
ما قاله المشنوق، حول مسألة سلاحِ "حزب الله" تخطَّى موقف "تيار المستقبل" التقليدي الرافض للسلاح، وكرَّس دوراً له ضمن الإستراتيجية الدفاعية التي كان مرفوضاً أن تتضمّن أي دورٍ للحزب فيها. موقف المشنوق، بحسب المتابعين، يستدرج سؤالين أساسيين:
- هل اقتنع تيار "المستقبل" بدور سلاحِ "حزب الله" كرادعٍ لإسرائيل، وأهميته في الإستراتيجية الدفاعية إلى جانب سلاح الجيش؟
- هل ساهمت أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري في حصول تقارب بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، خصوصاً بعد موقف الأخير من هذه الأزمة، رغم الخلاف على مسألة السلاح؟
مقاربة المشنوق ليست بعيدةً عن أجواء تيار "المستقبل"، التي ترى أنَّ "المشكلة مع حزب الله هي في أنه لا يأتمر بالشرعية والدولة"، تؤكد مصادر نيابية في "المستقبل" لـ"لبنان 24" وتضيف إنَّ "هذا السلاح يجب أن يتم التوافق عليه ضمن الإستراتيجية الدفاعية، ونحن معه في مواجهة إسرائيل، ولكن ضد استخدامه في الداخل اللبناني وفي حروب الآخرين"".
وتقول المصادر: "حزب الله لديه خبرة وإمكانيات يستطيع من خلالها مساندة الدولة وقد يكون له إطار معين ضمن الدولة كحرسٍ وطني على سبيل المثال، ولكن من دون أن يبقى سلاحه موظفاً لدى الحرس الثوري الإيراني. عندما يصبح سلاح حزب الله جزءاً من الاستراتيجية الدفاعية، يصبح قرار الحرب والسلم إلى الدولة اللبنانية، ولا يعود بيدِ حزب الله".
إلى ذلك، ترى هذه المصادر أنَّ "مسار المفاوضات مع حزب الله متروكٌ للمشاورات القائمة، ويجب أن يتحمل مسؤوليته تجاه حماية لبنان، وتكريس مبدأ النأي بالنفس فعلاً لا قولاً".
في المقابل، ترفضُ مصادر وزارية في "حزب الله" التعليق على كلام المشنوق، مؤكدةً في حديثٍ لـ"لبنان 24" أنَّ "الحزب لديه ثوابت لا يتخلى عنها، وفي الوقت نفسه هو منفتحٌ على الأخرين، وهو مع كل طرحٍ يخدم مصلحة البلد واستقراره".
وعن التقارب مع تيار "المستقبل" بعد أزمة استقالة الحريري، تقول المصادر: "لم يكن هناك إشكال بيننا وبين التيار قبل الأزمة. لكل جهة قناعاتها، وما استجد هو محاولة سعودية لجر لبنان إلى المواجهة، وفي لبنان لا يستطيع أحد تحقيق هكذا رغبة".