شدد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله على أن "التجربة الاميركية مع الاتفاق النووي تؤكد أن التفاوض ليس هو طريق الحل في الصراع مع اسرائيل، وأي اتفاقيات لا قيمة اخلاقية أو قانونية لها عند الإدارات الأميركية المتعاقبة وهم اليوم أيضاَ يضحكون على رئيس كوريا الشمالية"، مشيراً إلى أن "القرارات الدولية والقانون الدولي والمجتمع الدولي لا تحترمهم أميركا وحتى القرارات التي من صنعها".
وأضاف في كلمة متلفزة لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل مصطفى بدر الدين: "بعد كل التجارب مع الأميركيين من الحماقة الوثوق بالإدارة الأميركية". وسأل: "أميركا أهملت حتى مصالح حلفائها فهل نتوقع منها أن تراعي مصالح الدول العربية؟"، وأضاف "أي أحد في فلسطين يراهن على وجود الأميركي في أي حل ممكن للقضية فإنه يعيش في أوهام لا تؤدي إلى نتيجة".
وفي ما خص الضربة التي حصلت ضد اسرائيل في الجولان، رأى نصر الله أن "وسائل اعلام عربية حاولت من خلال الكذب تحويل الهزيمة الاسرائيلية الى انتصار لها". وأضاف: "لأول مرة منذ وقف اطلاق النار تتعرض مواقع القوات الصهيونية لضربات بالصواريخ في الجولان المحتل، وأطلق على المواقع الصهيونية 55 صاروخاً بعضها من الحجم الكبير أدت إلى نزول جميع سكان الجولان وشمال فلسطين المحتلة إلى الملاجئ".
واشار الى أن "الرد الذي قام بها الصهاينة كان على مواقع قد اخليت من قبل وقد تم التصدي لها من قبل الدفاعات السورية"، موضحاً أن "الصهيوني قصف أماكن يعلم أنها خالية ومن ثم أتصل بالأندوف للحديث مع السوريين بأن العملية إذا انتهت فإن ضرباته ايضاً انتهت". وخلص الى أن "ما حصل في الجولان المحتل هو أحد أشكال الرد على الاعتداءات الصهيونية على سوريا وعلى من هو موجود في سوريا سواء الشعب والجيش السوري أو الحلفاء".
ولفت الى أن "هذا أحد اشكال الرد وقد لا يكون الرد دائماً بهذا الشكل وبالتالي لن يستطيع الإسرائيلي الاعتداء على سوريا دون مواجهة العقاب". وأشار الى أن "ما حصل في الجولان رسالة مفادها أن لا يمكن لاسرائيل استباحة سوريا وقصفها من دون أي رد فعل، وهذه مرحلة جديدة في الصراع". وأضاف: "الإسرائيلي بعد هذا الرد الصاروخي سوف يجري الحسابات قبل أن يقوم باي اعتداء على سوريا". وكشف أن "إحدى الجهات الدولية أبلغت إسرائيل أنها لو قامت بتوسيع الرد فإن الضربة الصاروخية الأخرى ستكون في قلب فلسطين المحتلة وليس في الجولان المحتل".
ورأى نصر الله أن "هذه التجربة أثبتت كذب اسرائيل بدليل عدم جهوزية جبهتها الداخلية لأي حرب، وأظهرت هذه الضربة الضعف الإسرائيلي والضعف في قدرات إسرائيل وقد فشلت القبة الحديدية".
وفي حين اعتبر أن "صفقة القرن هي لتصفية القضية الفلسطينية"، قال "نحن أمام تحد كبير عنوانه ما يسمى صفقة القرن التي يريد ترامب فرضها فرضاً على العالم". وأضاف "ما حصل منذ النكبة هو وصمة عار في جبين دول العالم وزعماء العالم والفلسطينيون لم يتخلوا عن قضيتهم".
واعتبر أن "غزة تواجه حالة تجويع والوضع المأساوي فيها يكاد يقترب من الوضع اليمني"، ورأى أن "المصيبة تكمن في دخول السعودية على خط التغطية الدينية للاستسلام والتطبيع مع "اسرائيل". ولفت الى أن "دخول السعودية على خط التغطية الدينية منح الحق للإسرائيليين على حساب المسلمين".
وشدد على أن "أي رهان على قانون دولي ومنظمات دولية كلام "فاضي" وأي رهان على أنظمة عربية كلام "فاضي" والرهان فقط على موقف شعوبنا وبعض الدول وحركات المقاومة". وأكد أن "المطلوب من الفلسطيني أن يعطل صفقة القرن حتى لو أجمع عليها كل العالم وأن لا يوقع فإذا لم يوقع لن يحصل شيئاً".
وأوضح أن "الموقف الثاني يخص محور المقاومة إيران وسوريا ولبنان والعراق واليمن وشعوب منطقتنا بأن يبقى واقفاً وصامداً ولا يخضع ولا يركع حتى لو تمت معاقبته ومحاصرته"، وبيّن أن "المشروع الحالي له ثلاثة أضلع هم ترامب ونتنياهو وبن سلمان وسقوط أحدهم يزيل المشروع بكامله".
وعلى المستوى المحلي، قال نصر الله: "لبنان بحاجة إلى أيام لكي نعرف حجم الكتل النيابية التي يمكن أن تتشكل"، وأضاف "موضوع رئيس مجلس النواب محسوم سيكون الرئيس نبيه بري ولن يكون هناك خلاف على نائب رئيس مجلس النواب ومن بعدها مشاورات وتتشكل حكومة". وأكد أن "المصلحة في لبنان بأن تشكل الحكومة الجديدة دون أي تأخير وأن نتعاون لتشكيل حكومة تستطيع أن تقوم بواجبها دون أي تأخير، ومن المفترض أن يكون جو لبنان جو تفاهم وتعاون والابتعاد عن الصراعات".