شبح الجوع، العتمة، الإفلاس، واتجاه المؤشرات المستمرة نحو الإنهيار دقت ناقوس الخطر منبهة الشعب اللبناني لخطورة ما نحن عليه اليوم وما هو لنا غداً في المرصاد.. والواضح أن معظم اللبنانيين لم يعد لديهم القدرة على المضي قُدُماً والإستمرار في ظلّ الظروف المأساوية التي يعيشها لبنان، مع تزامن الصعقات الإقتصادية واحدةً تلوَ الأخرى وما يرافقها من أزمات نقدية ومصرفية وإغلاق شركات ومؤسسات، وإفلاسات «بالجملة» وأزمات معيشية جد خانقة..
إذ لم يعد بالإمكان تحمل أو قبول مزيد من الضرائب، تضييق الخناق، القهر والموت على أبواب المستشفيات والمزيد من أشكال الذل التي تتفنن بها معظم المصارف التي «تشرعن» لنفسها بإستصدار قوانين تخدم مصالحها الخاصة ضاربة عرض الحائط أحقيّة المواطن بالحصول على أمواله «عرق جبينه» وشقى عمره.
ألا يكفي المواطن معاناته الجمّة كالإستشفاء والتعليم وضمان الشيخوخة، الفقر وعسر الحال، فالمضحك المبكي أن المسؤولين يتصرفون كأن شيئاً لم يكن، فالدولة بحالة شبه انفصال عن مواطنيها وقد صمّت آذانها ولم تكترث لصوت الناس.
الفقراء والمعوزين والجياع اللذين أوصلتهم السلطة الحالية إلى هذا الوضع المزري الذي لم يشهده لبنان حتى أيام الحرب اللبنانية نفسها، وعلى كافة القطاعات الإنتاجية التي دخلت في حافة الإنهيار وقد أصبح جميع اللبنانيين «سواسية» بالعوز والقهر والإفلاس. فإن المخرج الوحيد لإعادة ترميم أواصل الجمهورية وإرجاع ثقة الناس بوطنهم وبالسلطة المسؤولة عن مستقبلهم ومصيرهم وجعل البلد يسترجع مساره الطبيعي والصحيح:
- حكومة إختصاصيين بعيدة كل البعد عن الأحزاب ورجال السياسة التقليديين
- إستعادة المال العام المنهوب منذ مطلع التسعينات
- العمل بقانون «من أين لك هذا» بمؤازرة ورقابة دولية
- الطلب من كافة المراجع الفاعلة والدولية الإفصاح عن ثروات المسؤولين اللبنانيين المودعة في الخارج
- اعادة إسترداد الأموال وإيداعها في الخزينة
- إعتبار القوى الأمنية اللبنانية المولج لها حصرية حماية البلاد والمحافظة على السيادة والأمن القومي الوطني
- إعادة علاقات لبنان إلى طبيعتها مع أشقاء في العالم العربي والغربي بتوازن يحفظ كرامة البلد ويخدم إقتصاده.
فبناء الوطن هو الغاية، ومصير أبنائه يحتّم ان يكون بيد سلطة نزيهة، حكيمة وراشدة، تكون مؤتمنة عى مصيرهم ومستقبل أولادهم، دون الإفراط في جلد مواطنيها من خلال فرض الضرائب وإرهاقهم بالأمور الحياتية البديهية...
سلطة لا تستحي ولا تخجل والغريب بكل ذلك أننا لم نرَ أي تغيير جذري يرتقي إلى مطالب شعبٍ عانى ما عاناه في غياب عدالة اجتماعية محقّة..
عاف الله بلدنا وألهم حكامنا لصحوة ضمير ووقفة حق مع الذات لشعب يستحق الأفضل..