بو عاصي: الدولة تعمل من دون تخطيط وتشكيل الحكومة ليس ترفا الفئات الضعيفة في المجتمع جسر عبور بين الإنسان وانسانيته
أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار بو عاصي في حديث عبر راديو "دلتا" أن "العرقلة في تشكيل الحكومة ليست آتية من القوات اللبنانية، وهي في النهاية ستتشكل، ولكن لا يجوز أن تتأخر"، وقال: "لا أحد يعرف توقيت التشكيل، إلا المعرقل الذي يجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله".
واعتبر أن "تشكيل الحكومة ليس ترفا. ولذا على المعادلة القائمة أن تتغير لتسهل امور التشكيل"، وقال: "إن الهم الاساسي ليس المجتمع الدولي والتزاماتنا معه، بل الشعب اللبناني الذي منحنا ثقته، ولم نستطع تشكيل حكومة حتى الآن".
أضاف: "هدف الدولة تثبيت الهوية الوطنية والاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، وهذا لن يحدث الا بالتماهي بين المواطن والدولة" .
وأمل بو عاصي "أن تكون هناك اجتماعات لمجلس الوزراء في الحكومة المقبلة من اجل السياسة العامة، وليس فقط للتصديق على جدول الاعمال"، مؤكدا أنه سيحاسب "الحكومة المقبلة على ادائها فور انتهاء مهامه الوزارية، لان هذا من واجبه كنائب، اذ لا يجوز السكوت عن اي مخالفات، اضافة الى الاهتمام بالتشريع وانماء منطقة بعبدا"، وقال: "إن المحاسبة لا تهدف إلى المناكفة، بل إلى عدم السكوت عن أي خلل فمصلحة المواطن فوق كل اعتبار".
وتعليقا على تداعيات العاصفة التي ضربت لبنان في الساعات ال24 الماضية، لفت إلى أن "المشكلة ليست بالعواصف، بل بالطريقة التي تحضر بها الدولة المواطنين لاستقبال هذا الطقس"، وقال: "إن الدولة تعمل من دون تخطيط. واذا استمرت بهذه الادارة، لن نصل إلى مكان، لا سيما ان البلد يفتقد إلى البنى التحتية والصيانة والتخطيط".
أضاف: "الدولة ليست المؤسسة الوحيدة في المجتمع، فهناك منظومة متكاملة تبدأ بالمواطن الى المؤسسات والقطاع الخاص، وصولا الى التخطيط العام لادارة شؤون البلد، ولا نستطيع حصر الامور في اطار ضيق يؤدي في كل مرة الى النتيجة نفسها".
وأشار إلى أن "منطقة بعبدا هي أحد الاسباب التي أعادته الى لبنان"، لافتا إلى أن "مثلث التحويطة - العبادية - حمانا نقاط ارتكاز تمنى ان يعود اليها خلال وجوده في فرنسا وقد عاد اليوم"، وقال: "إن بعبدا تتميز بجمالها وطيبة اهلها وصلابتهم، وإن همي اليومي ألا أخزل الناس".
أضاف: "على الانسان أن يكون صادقا ومنسجما مع نفسه وقناعاته، وفي الباقي الاتكال على الله. انا انسان لبناني وطني إلى أقصى الحدود، في ظل الطائفية والعصبية السائدة في لبنان، ولدي المعزة نفسها لكل منطقة في هذا البلد".
وعن ملف النازحين السوريين، جدد بو عاصي التأكيد "أن خيار بقائهم في لبنان ليس بخيار وارد، ولا حل إلا بعودتهم إلى بلادهم في أسرع وقت"، وقال: "إن وجود نازحين في لبنان مهما اختلفت جنسياتهم يغير تكوينه، ولن يكون لبنان الذي نعرفه. لقد قمنا بواجباتنا تجاههم".
ولفت إلى "ضرورة إجراء إحصاء للنازحين"، وقال: "هذه المعلومات حق لنا، وهي لا للتمهيد لابقائهم ودمجهم في المجتمع".
في ما خص الشؤون الاجتماعية، رفض بو عاصي "تسييسها وادخالها بصراع السلطة"، موضحا أن اهتمامه ب"الشؤون الاجتماعية لن يتغير، بل سيكون نائب بعبدا ونائب الامة، وسيحمل هموم الشؤون في عمله البرلماني".
واعتبر أن "الفئات الضعيفة في المجتمع هي جسر عبور بين الانسان وانسانيته، لا سيما ذوي الحاجات الخاصة"، آسفا ل"أن مشكلة الفقر إلى تزايد في وقت امكانات الدعم تتراجع، وهذا أمر كارثي"، وقال: "خفضنا بطاقات الفقر، بعد تعذر امكانية تأمين الخدمات التي يجب أن تقدمها البطاقة. ولذا، قمنا بتصنيف العائلات لاختيار ال44 ألف عائلة أكثر فقرا لمساعدتهم من خلال البطاقة و10 آلاف عائلة البطاقة الغذائية. وبعد جهود، استطعنا رفع هذا العدد الى 15 الف عائلة. ونقصد بالاكثر فقرا العائلات التي لا يتجاوز مدخولها ال3 دولارات يوميا".
ولفت إلى أن "الفقر يجلب التعاسة والمرض والتسرب المدرسي، ويؤدي إلى مشاكل كبيرة"، وقال: "إن الوزارة بدأت ببرنامج لتدريب العائلات الأكثر فقرا بهدف إخراجهم من فقرهم ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل أو عبر تأمين قروض صغيرة".