نقلت "الوطن" السعودية عن باحث إيراني قريب من دوائر صنع القرار، إن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي كلفته طهران بالتحدث باسم المجموعات الإيرانية التابعة لها في المنطقة، في طريقه حاليا ليعلن رسميا مسؤولا عن هذه المجموعات، وفقا لتوجهات السيد علي الخامنئي، خصوصا مع استكمال خطة إيران تعميم تجربة الحشد الشعبي، ومن قبلها نموذج حزب الله.
ولفت الباحث الإيراني إلى أن ما كان يقال في الكواليس بات الآن يظهر إلى العلن، وأن نقل نصرالله إلى المهمة الجديدة سيتطلب إقالته من منصبه الحالي أمينا عاما لحزب الله، مشيرا إلى أن توقيت مثل هذه الإقالة يرتبط بانتهاء دور حزب الله في سوريا، حيث ترهن التسويات بخروج الميليشيات الإيرانية من هذا البلد. استنساخ الحزب أضاف الباحث "أنه بعد تجربة حزب الله في سوريا حدثت سلسلة من عمليات استنساخ الحزب في الجغرافيات المتوترة، وبدأ الحديث عن حركات مثل حركة النجباء وألوية الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وحزب الله السوري وغيرها، موضحا أن إيران جعلت من حزب الله تنظيما متعدّد الجذوع والرؤوس، بحيث إذا قُطع له رأس ينبتُ مكانهُ رأسٌ آخر، مما يكفل له التوسع بتسميات مختلفة".
وحسب الباحث الإيراني، فإن السلوك الإيراني مع حزب الله ساعد على إيجاد نوع من التنسيق مع قوى تحمل الفكر نفسه، كالجيش السوري والجهاد الإسلامي في فلسطين والحوثيين في اليمن وجمعية الوفاق الوطني في البحرين، وغيرهما من القوى والجماعات المنضوية في المشروع الايراني، وبذلك قام حزب الله بعملية تشبيك جيوستراتيجي مع الركائز الأساسية الفاعلة في المواجهة، كما أخذ دور قيادة وتوجيه حركات المقاومة في المنطقة، وترشيد وتقنين وتنظيم عملياتها وتحركاتها. وتابع "وبما أن حزب الله يشكل رأس الحربة، فقد صار واحدا من أهم مديري عجلة الصراع في المنطقة، إذ تحوّل من حالة لبنانية إلى ظاهرة إقليمية بل ودولية تلفتُ أنظار المراقبين، وذلك مردّهُ إلى استخدامه الصراعات وتوظيفها فيما يتوافق مع مصالح المحور الإيراني".
تشكيلات جديدة أشار الباحث الإيراني إلى أن هناك مرحلة من التحديثات والتشكيلات الجديدة التي تطال بنية التنظيمات التابعة لايران في المنطقة، وبما أن حزب الله هو الجذع الرئيسي لها، فسيكون أمينه العام حسن نصرالله القائد العام لميليشيات المنطقة، مبينا أن نصر الله لعبَ هذا الدور ضمنا ومسبقا قبل أي تحديث هيكلي وتنظيمي، خلال خطاباته وتكليفه باحتضان إيرانيي المنطقة في ضاحية بيروت الجنوبية. وتوقع الباحث أن تشهد المرحلة المقبلة تغييرات تجريها ايران، بحيث يتمّ اختيار أمين عام آخر لحزب الله يرادف نظراءَهُ من الأمناء العاميين في سوريا والعراق واليمن والبحرين وفلسطين، وأفغانستان، وبذلك ينتقل نصر الله من مهمة الأمانة العامة لحزب الله إلى دور القيادة العامة لميليشيات طهران في الشرق الأوسط