تحت شعار "نازلين كلنا على بيروت"، تقاطر الآلاف من اللبنانيين من مختلف المناطق إلى العاصمة للمشاركة في التظاهرة الكبرى في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، تعبيراً عن رفضهم لتكليف الوزير السابق حسّان دياب تشكيل الحكومة، وتنديداً بالسياسات المصرفية والمالية التي وضعت البلد تحت أزمة اقتصاديّة خانقة.
وشهدت مداخل ساحة النجمة تجمهراً كبيراً للمتظاهرين، وسط انتشار كثيف لعناصر القوى الأمنية والجيش اللبناني. وأطلقوا المعتصمون هتافات ثورية منددة بتسمية دياب رئيساً للحكومة، حيث قال المعتصمون: "ثورة على الطائفية"، "تسقط سلطة رأس المال"، "يلا ثوري يا بيروت"، " 14 و 8 عملو البلد دكانة "، "ثوار احرار حنكمل المشوار"، كما رفعت لافتة كبيرة كتب عليها "لا لرئيس حكومة مواجهة".
توتر عند حاجز المدفون
وإنطلقت الحشود من الشمال، مروراً بحاجز المدفون، حيث وقع تلاسن بين المتظاهرين الموجودين في الباصات والمتوجهين إلى بيروت، وعناصر الجيش اللبناني، بسبب زحمة السير الخانقة نتيجة عمليات التفتيش والتدابير الأمنية المشدّدة التي يتخذها الجيش.
ولاحقاً، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "إن قيادة الجيش وخلافا لما تردّد عبر بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي، توضح أن ما حصل على حاجز جسر المدفون اليوم هو مجرد عمليات تفتيش مشدّدة تندرج في إطار إجراءات حفظ الأمن التي تقوم بها وحدات الجيش، كما تنفي ما تردد عن منع أي من الباصات من العبور. فقد حاول عدد من الأشخاص الإعتراض على عملية التفتيش رافضين الإمتثال لتعليمات وأوامر الحاجز فتمّ توقيفهم لفترة وجيزة ثمّ أطلق سراحهم. وضبط عدد من العصي وقناع غاز وكمامات داخل الباصات".
إشكالات في ساحة الشهداء
ووقعت إشكالات عديدة بين متظاهرين في ساحة الشهداء، إحداها بالعصي، الأمر الذي دفع بقوات مكافحة الشغب والجيش للتدخل لفضّها. وأسفرت هذه الإشكالات التي حصلت خلال وقتٍ قصير عن إصابة عدد من الأشخاص.
وأوضح أحد المتظاهرين عبر قناة "الجديد" أنّ "الإشكال فردي، وقد وقع بين المتظاهرين، وقد استطاعت عناصر مكافحة الشغب من تطويقه"، لافتاً إلى أن "هناك مندسين يدخلون بين المتظاهرين لضرب الحراك، ويقومون برمي قوارير المياه على القوى الأمنية".
إلى ذلك، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن "الخلافات حصلت بين مجموعات وصلت إلى وسط بيروت هاتفة دعماً لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مطالبة بعودته، وآخرين يرفضون هذه العودة".
وتفاوتت آراء المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، بين من يعترض على تكليف الوزير السابق حسان دياب بتأليف الحكومة، ومن يرى ضرورة إعطائه فرصة.
إعتصامات في مناطق أخرى.. وإشكالات
كذلك، شهدت مناطق أخرى اعتصامات حاشدة لا سيما في النبطية عند دوار كفررمان، في حين نفذ معتصمون اعتصاماً في زحلة، قاموا خلاله برفع قبضة الثورة عند المستديرة الرئيسية.
وانطلقت عصر اليوم مسيرة من ساحة العلم في صور، جابت شوارع المدينة، ثم توقفت أمام فرع مصرف لبنان، حيث رفع المشاركون فيها لافتات ضد "سياسة المصرف"، وضد الضرائب، وللمطالبة بحق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأبنائها. ورددوا هتافات تطالب ب: إعادة الأموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، وتشكيل بحكومة تكنوقراط تهتم بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وعادوا بعد ذلك إلى نقطة الانطلاق.
وواكب الجيش والقوى الأمنية، المسيرة، بالتدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المشاركين فيها.
وفي عاليه، حصل إشكال في "خيمة الثورة" بين عدد من المواطنين. وذكرت المعلومات أنّ "الاشكال حصل بين متظاهرين ومناصرين تابعين للحزب التقدمي الإشتراكي على خلفية رفع أعلام حزبيّة، وقد تدخلت القوى الأمنية لفض الإشكال".
وعلى الطريق الدولي في سعدنايل، حصل إشكال كبير بعدما دهست سيارة عدداً من المتظاهرين.
وفي التفاصيل، فإنّ "سيارة مسرعة دهست عدداً من المعتصمين على الطريق، الأمر الذي أدى إلى حالة من الهرج والمرج في صفوفهم، وقاموا بتحطيم السيارة".
وأدى الإشكال إلى إصابة امرأة، نقلت إلى إحدى مستشفيات المنطقة للمعالجة.