إجتمع مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم والمجلس الإستشاري برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل عبر الانترنت، مع الدكتور طلال أبو غزاله عضو مجلس أُمناء التجمع اللبناني العالمي، حيث ناقش المجتمعون التوقعات الإقتصادية اللبنانية والإقليميه والدولية ما بعد COVID 19.
وتوقع المجتمعون «أن أزمة وباء كورونا ستطول، ولا يمكن أن يكون لها نهاية قبل التوصل إلى لقاح للمناعة وفي الوقت ذاته أدويه للمعالجة وصناعتها وتوزيعها في كل أنحاء العالم، وهذا الأمر سيستغرق سنة واحدة على الأقل.
من جهة أخرى، يجب التنبه إلى أن قارتي أفريقيا وآسيا لم يُصبهما الوباء بشكل كبير حتى الان، لكن إذا أُصيبت هاتان القارتان بالوباء، لا سمح الله، فإن ذلك سيؤدي إلى تفشي كبير وكارثة جديدة في العالم. كذلك نتخوف من إنتكاسة قد تؤدي إلى عودة الوباء إلى الإنتشار مرة أخرى، حتى ما بعد معالجة المرضى من الوباء على المدى القصير.
وقال رئيس التجمع اللبناني العالمي الدكتور فؤاد زمكحل «نتخوف من آثار ما بعد الكورونا على صعيد خسارة الأرواح والأمراض، لكن هذه المرة جراء الفقر، واليأس، والجوع، والإحباط، بإعتبار أن آثار ما بعد كورونا ستكون أفظع على المجتمع اللبناني والعالمي. لذا علينا أن نعمل حتى الآن لحماية الإستثمارات، والشركات وخلق فرص العمل، ومرافقة الرياديين وجيل الشباب، وتأمين السكن والحماية الصحية والإجتماعية».
تحدث الدكتور ابو غزالة فقال «أن تراجع الناتج القومي العالمي سيكون كبيراً جداً ويفوق الـ 10%. في هذا الصدد، إن الخطيئة الأولى هي أن تلجا الحكومات إلى رفع الضرائب المحلية المباشرة وغير المباشرة على الشركات المتعثرة والتي هي على شفير الافلاس. لذا إن الحل الوحيد يكمن في خلق النمو، ومساعدة قطاع الاعمال لمواجهة هذا التغيير العالمي كفرصة وتحد لتنويع منتجاته وأسواقه وأعماله، ودخول أسواق جديدة، وإعادة الهيكلية الداخلية».
أضاف المجتمعون: «من الواضح أن هناك معركة دولية من أجل القضاء على الوباء. لكن في الوقت عينه، هناك تنافس وسباق على مَن سيقود العالم في المرحلة المقبلة، ومَن هي البلدان العظمى التي ستتولى قيادة العالم من جديد. واقع الحال، ثمة معركة تكنولوجية ولا سيما على صعيد المعرفة مثل 5G و6G والذكاء الاصطناعي وغيره.
من جهة أخرى، كانت الأنظار العالمية متجهة إلى منظمة التجارية العالمية
WTO - World Trade Organization، والإتفاقات التجارية بين الدول، وها نحن إنتقلنا وتحول التركيز على منظمة الصحة العالمية، وبناء إتفاقات صحية عوضاً عن الإتفاقات التجارية بين الدول».
تحدث المجتمعون أيضاً «أن هناك خطراً على مستقبل أوروبا التي إهتزت أركانها جراء هذا الوباء القاتل. في الوقت عينه، إن تراجع أسعار النفط والغاز سيكون لها تداعيات إقتصادية على بلدان «الأوبيك» العربية. لذا يجب التركيز اليوم على الصناعات الزراعية، وكل القطاعات التي تهتم بالرعاية الصحية.
وسيشهد هذا العالم ثورة صناعية جديدة، وستكون المرحلة المقبلة نهاية العولمة التي عرفناها. في الوقت عينه ستتأثر كل سلاسل التوريد العالمية، وعلينا جميعاً مراجعة كاملة للموردين، والتصنيع، والإنتاج، والخدمات اللوجستية، والنقل والمبيعات. كما نتوقع إعادة النظر في كل الإتفاقات التجارية القديمة، والتغيير السياسي بين الدول».
وختم المجتمعون: «أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية وعلينا مواجهتها يداً بيد للتازر وإستقطاب الفرص المختبئة تحت ركام هذه الأزمة العالمية، والتغيرات المقبلة».