نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" تقريراً سلّطت فيه الضوء على نسبة تلوث الهواء الخطيرة في لبنان، وتحديداً في العاصمة بيروت، متحدثةً عن مزيج الضباب والدخان (Smog) الذي يتراوح لونه بين البني والرمادي والذي يغطي سماء العاصمة بيروت.
وانطلاقاً من تقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر العام الفائت، لفتت الصحيفة إلى أنّ تركز الجزئيات الضارة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، والتي يمكن أن تخترق جسم الإنسان والتسبب بإصابته بالسرطان أعلى بثلاث مرات من المستويات الآمنة الموصى بها، مشيرةً إلى أنّ التدخين وتلوث الهواء يعدّان السببيْن الرئيسييْن للأمراض غير المعدية في لبنان، علماً أنّ الأطفال الذين يقل عمرهم عن 5 سنوات هم الأكثر ضعفاً في وجه تأثيرات مزيج الضباب والدخان المعروف علمياً بـ"الضبخان".
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن طبيبة أمراض الرئة في مستشفى "أوتيل ديو" في بيروت، زينة عون: "لاحظنا ارتفاعاً في عدد الإصابات بالتهاب الرئة الحاد الطارئة هذا العام". وفي تعليقها على أرقام منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أنّ نسبة 4% من الوفيات السنوية في لبنان تعود إلى أمراض تنفسية مزمنة وإلى أنّ السرطان وراء 16% من الوفيات، قالت عون: "الرقم مرتفع جداً". إشارة إلى أنّ سرطان الرئة وسرطان المثانة، اللذيْن يمكن لاستنشاق الأدخنة السامة أن يؤدي إلى الإصابة بهما، يُعدّان الأكثر انتشاراً في لبنان.
إلى ذلك، تناولت الصحيفة تقرير منظمة "غرينبيس" الصادر في تشرين الأول الفائت، مذكّرةً بأنّه صنّف جونية، البعيدة 20 كيلومتراً عن بيروت، بأنّها المدينة الأكثر تلوثاً في لبنان، وذلك بسبب مستويات أكاسيد النتروجين المرتفعة فيها. وفي التفاصيل أنّ جونية احتلت المرتبة الخامسة عربياً، بسبب هذه الأدخنة المنبعثة نتيجة لاحتراق الوقود، وهذا يعود جزئياً إلى معمل الذوق الحراري.
وفي الإطار نفسه، بيّنت الصحيفة أنّ مولدات الكهرباء تعدّ السبب الرئيسي لتلوث الهواء في لبنان، ناقلةً عن مديرة مركز حماية الطبيعة في "الجامعة الأميركية في بيروت"، نجاة عون صليبا، قولها إنّ المولدات تطلق مسرطنات في الهواء تعادل تدخين سيجارتين يومياً. كما أوضحت صليبا أنّ مستويات المسرطنات في المناطق التي يزدحم فيها السير في بيروت أعلى بسبع مرات من المناطق المشابهة في لوس أنجلوس، مشيرةً إلى أنّ التخلص من المولدات وتجديد السيارات (معدل عمر السيارات في لبنان يبلغ 19 عاماً وهي تصدر أدخنة مؤذية) وبناء شبكة نقل عام تمثل خطوات أولى في سبيل الحد من تلوث الهواء.
لبنان "الأول" بالسرطان
كشف تقرير صدر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية العام الفائت أنّ لبنان احتل المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان. وبيّن التقرير أن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض.
من جهتها، عزت مصادر في وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع معدلات الإصابة الى عامل "الإكتشاف المبكر للمرض عبر الفحوصات الدورية التي بدأ يستجيب لها اللبنانيون تداركا لتفاقم الوضع"، موضحةً أن أرقامها "تُثبت أن لبنان من البلدان التي تُسجّل فيها أعلى مُعدّلات الإصابة بالسرطان في المنطقة". أمّا عن السبب الرئيسي لارتفاع هذه المعدلات، فهو يكمن في نسب التلوث المرتفعة التي شهدها لبنان في السنوات القليلة الماضية، وارتفاع نسبة المدخنين في شكل لافت، بحسب المصادر.
المصدر: ترجمة "لبنان 24" - The National - الأخبار