عقدت "رابطة البترون الانمائية والثقافية" ندوة بعنوان "من أجل لبنان ... وطن الثقافة والحرية"، شارك فيها صاحب كتاب "جموريتي" الدكتور نزار نزار يونس والدكتورة هلا سليمان، وأدارتها الزميلة لميا شديد، في حضور حشد من أصدقاء الرابطة ومدعوين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة، قدم للندوة الزميل غسان عازار الذي عرف بالمحاضرين وتناول مضمون كتاب "جمهوريتي" وأهميته والمشروع الذي يحمله.
شديد
ثم قالت شديد: "في خضم التحديات التي تجتاحنا نحن اللبنانيين بكل أطيافنا ومذاهبنا وطوائفنا وأحزابنا وتياراتنا، نلتقي في هذه المساء لنتشارك معا هموم هذا الوطن وهذه الجمهورية، وهذا اللبنان الذي يعاني اليوم على كل صعيد، أوضاعه الاقتصادية في ترد، وأوضاعه المالية تحتاج الى العناية، ونشاطه السياسي مجمد، ولم يبق لنا من زوايا النور في العتمة المطبقة على آمال اللبنانيين ومعيشتهم سوى نفس التعلق بالعلم والثقافة والانفتاح والحرية".
أضافت: "الحرية هي ذلك التاج الذى يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته، كما قال عنها أحد أبرز وأهم الكتاب العرب والعالميين نجيب محفوظ. أما الثقافة فمن أهم قيل فيها إنها تعني تهذيب النفس وصقلها، وهي مجموعة من السلوكيات والضوابط المتبعة لتقويم السلوك للفرد أو المجتمع. وبذلك فالثقافة والحرية ليستا من الكماليات، إنهما ضرورة للوجود".
سليمان
ثم قدمت الدكتورة سليمان مداخلة عن كتاب "جمهوريتي"، وأكدت أن "النظر في الثقافة لا يمكن أن يتم بمعزل عن الأوضاع والظروف التي توجد فيها. فالدراسات والبحوث الانتروبولوجية والسوسيولوجية تؤكد الصلة الوثيقة المتداخلة والمتشابكة بين الثقافة والمجتمع، كما تؤكد الصلة بينهما معا من ناحية، والمتغيرات الاقتصادية والسياسية والفكرية من ناحية أخرى".
وتوجهت الى يونس بالقول: "لقد عدت الى البداية، الى محطة القطار، لتفتش عن خريطة طريقه، عن العقد الاجتماعي النزيه والواضح بين اللبنانيين، وهو عقد لا بد منه لتصويب اتجاه القطار للحؤول دون ضياعه أو سجنه مجددا. ولديك يقين أننا لن نجد هذا العقد الاجتماعي في بحث أو في كتاب، ولن يولد في مؤتمر أو في قرار حاكم او حكم. هذا العقد بين اللبنانيين لن يكون الا صناعة لبنانية، يظهره حوار النخب اللبنانية الفكرية والاجتماعية والسياسية الذي يحتضنه رئيس الجمهورية وفقا لأحكام ميثاق اتفاق الطائف والمادة 95 من الدستور".
وتابعت: "يرسم لنا الدكتور نزار مواصفات الرئيس العتيد المناسب وللدولة، وهي في علم السياسة مقومات ثلاثة: الوطن والشعب والنظام السياسي. وإخفاق الدولة في مهامها يستدعي البحث عن اساس العلة، فهي ليست في الوطن الذي يتساوى الجميع في التعلق به، وهي ليست في الفرد اللبناني المتميز في أخلاقه والمتفوق في خلقه، وإن لم تكن العلة في الوطن ولا في الشعب فلا بد من أن تكون في نظامنا السياسي الطائفي المدان من الاطراف كلهم".
يونس
أما الدكتور يونس فقرأ مقتطفات من القسم الثالث من كتابه "جمهوريتي"، وهو بعنوان "من أجل لبنان... وطن للثقافة والحرية". وقال: "المراهنة هي على قدرتنا ورغبتنا، لدينا القدرة ويجب ان تكون لدينا رغبة. كل عمل كبير يبدأ بحلم صغير، نحن لدينا هذا الحلم ونحن بحاجة لشجاعة وهي ان نؤمن ونقدم، ومن دون الاقدام سنبقى نراوح مكاننا ونطلق الخطابات الرنانة من دون نتيجة. علينا البحث عن كيفية تجنيد الثقافة التي هي منبر لهذه المنطقة." وأكد "على دور الثقافة في مناعة المجتمعات التعددية وفي توفير العصب التوحيدي للمجتمعات في وعيها لوجودها الانساني في مواجهة اشكالية التنوع والتمايز وتنامي الهواجس والمخاوف الفئوية".
واعتبر أن "العلة الوحيدة تكمن في نظامنا السياسي"، مشددا على ضرورة استبداله بنظام عابر للطوائف والمذاهب". ودعا الى "العمل من أجل استعادة مبرر وجود لبنان واعادة الاعتبار الى ركائزه المهمة والعمل من اجل لبنان وطن الحرية والثقافة".
ورأى أن "الديموقراطية هي التي تتيح المساواة وتداول السلطة"، داعيا الى "البحث عن كيفية التخلص من الطوائف وتحاصصها والعمل لتحقيق المساواة بين المواطنين".
وقال: "النظام الذي نعيش في ظله لا يؤدي الا الى الخلاف والصراعات. النضال الوحيد لخلق حالة شعبية ضد نظام الطوائف. الطوائف تمثل ثروة وغنى وعلينا المحافظة عليها، الطائفية اليوم هي ضد الطائف وتقضي على الطوائف وتؤدي الى نفور الناس من الطوائف، ولا يمكن أن نحولها الى اداة محاصصة واستثمار".
وفي الختام رد يونس على أسئلة الحضور. ثم جرى توزيع مؤلفاته على الحضور.