شهدنا مؤخراً خبر ترشيح الكردي للانتخابات النيابية عن دائرة عكار فمن وراء ترشيحه ومن هو لقمان الكردي؟
الكردي الذي كانت بداياته مع الوزير ميخائيل الظاهر وتحديداً في جناح مكتبه الخاص والذي تدرج على يده لمدة عام كامل بعدما الحق الكردي في دائرة نفوس عكار وتم تعيينه رئيس دائرة نفوس حلبا عكار رغم صغر سنه، إذ أن عمره لم يكن يتجاوز العشرين عاماً حينها، وجاء سبب التعيين هذا لقربه من دولة الرئيس عصام فارس الذي فرض تعيينه فرضاً أثناء حقبة وجود النظام السوري وأتباعه في لبنان. وهو الذي كان يحضر الاحتفالات القيادية لحزب الله والمظاهرة المليونية الكبيرة الى جانب جميع القيادات التي كانت تحضر على المنصة الرئيسية. فكان هنالك محاربة شرسة للكردي أجبرت عصام فارس على التدخل شخصياً مع الرئيس لحود لإعادته الى عمله. وهكذا كان، فبعد مغادرة فارس الوطن الأم بُعيد استشهاد الرئيس الحريري، مورس على الكردي نفس الحرب وكان ذلك بعهد أحمد فتفت عندما كان وزيراً للداخلية، ومن جديد تم نفي الكردي الى وظيفة أخرى وعندما استشهد النائب محمد عيدو ترشح الكردي في دائرة بيروت الثانية. وهنا الكردي شعر بالظلم، إذ أن زعماء طائفته حينها لم يقفوا جانبه.
بعدها لجأ الكردي الى الرئيس نبيه بري الذي بدوره تدخل مع محافظ الشمال ناصيف قالوش وهو المحسوب عليه. وسبب لجوء الكردي لبري كان علمه لهذا الأمر ووزير الداخلية زياد بارود، ليتم اصدار مرسوم خاص يقضي بإلحاقه من جديد كرئيس قسم في محافظة لبنان الشمالي، على غرار ما حصل عندما تدخل عصام فارس لإعادته لوظيفته وهو المطلوب لخدمة العلم في ذلك الوقت، وكانت لعبة استدعائه بهدف إحالته من منصبه، فتدخل فارس مع رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان الذي كان حينها قائداً للجيش فأصدر برقية منقولة منفردة بناءً لإصرار وطلب مفتي الجمهوية محمد رشيد قباني الذي اعتبر الكردي رجل دينٍ ليتم اعفائه كلياً.
فعاد الكردي الى ممارسة نشاطه الوظيفي وكان ذلك في أواخر عهد ناصيف قالوش واستمر في منصبه مع المحافظ الجديد رمزي نهرا لحين ترأس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة اللبنانية . والمفاجأة أنها كانت من أولى قرارات هذه الحكومة وطبعاً عبر الوزير المختص بفصل الكردي ونقله من مكان عمله الحالي الـى وظيفة رئيس قسم في محافظة عكار مع المحافظ الحالي المحامي عماد لبكي.
وفي العهد الحالي، أي عهد نهرا ولقربه ووجوده معه، قدم خدمات كثيرة خلال أربع سنوات الفائتة للتيار الأزرق، وليس عجباً وهو الذي كان يظهر مؤخراً مع الشيخ سعد وأحمد الحريري أمين عام تيار المستقبل، لدرجة أنه اثناء الانتخابات النيابية الفائتة تم الادعاء على الكردي ونهرا بتهمة انهما سخرا إدارات الدولة لانتخاب ديما جمالي، وتم استدعائهما الى المجلس الدستوري للتحقيق معهما، الأمر الذي اثار حفيظة النائب جبران باسيل الذي طلب بدوره نفل الكردي على خلفية هذا الموضوع لإبعاده عن المحافظ.
ويبقى السؤال من يدعم الكردي في خطوة قيامه بالترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهو الذي حفل تاريخه بالتناقضات السياسية وتعامله مع مختلف القيادات السياسية المتناقضة مع بعضها البعض منذ ٣٠ عاما حتى تاريخ ترشحه الحالي.
وهل سبب ترشحه اليوم يشبه سبب ترشحه سابقاً؟ ام ان هناك جهة ما اوعزت له ذلك؟ الأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا عن السبب الحقيقي فيما خص ذلك...