كرمت لجنة مهرجانات الأرز الدولية ولجنة "أصدقاء غابة الأرز" الفنانة ماجدة الرومي، بحفل على سفح جبل المكمل، حضره ممثل النائبين ستريدا جعجع وجوزيف إسحق رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، رئيس "لجنة جبران الوطنية" جوزيف فنيانوس ورئيس وأعضاء لجنة "أصدقاء غابة الأرز".
استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقت مسؤولة الإعلام في لجنة مهرجانات الأرز الدولية منى سكر كلمة رحبت فيها بالفنانة الرومي وقالت: "لأن الأرز لا يليق إلا بمن يرفع إسمه وصورته عاليا في العالم، ولأن في حنجرتها حملت أوجاع وطن الأرز وصرخات أهله وشهواته على مر السنين، أبت لجنة مهرجانات الأرز الدولية إلا أن تكون الخاتمة هذا العام معطرة بعبق شلوح أرزنا الخالد. السيدة ماجدة الرومي ستزرع اليوم أرزة لبنانية تخليدا لمرورها على مسرح مهرجانات الأرز الدولية".
كيروز
بدوره، قال كيروز: "بإسم نائبي بشري ستريدا جعجع وجوزيف إسحق، وبإسم عموم أهالي بشري، نرحب بكم في أرز الرب. إن هذا الإحتفال وبرمزيته له معنيان بالنسبة لنا كأهل بشري: المعنى الأول هو حضورك سيدة ماجدة لزراعة أرزة في غابة أرز الرب، فمن هنا لم أعد أدري إن كان هذا الحدث هو تكريم لك ولعطاءاتك الفنية أم هو تكريم لهذه الأرزة التي ستزرعينها وستحمل إسمك وتفتخر بين رفيقاتها على أنها أرزة خالدة بالعطاءات الفنية".
أضاف: "أما المعنى الثاني فهو مكان إقامة هذا الإحتفال في بقعة روِيت بدماء شهداء مجزرة الأرز التي اقترفها الإحتلال السوري، وقد استشهد عدد من البشراويين وتم تصفيتهم ورميهم في هذه البقعة، وجريمتهم الواحدة كانت إنهم ينتمون الى منطقة حملت على أكتافها مشروع المقاومة اللبنانية، وقد قاومت الإحتلال في جميع المناطق اللبنانية وما زالت تدافع عن مشروع الدولة ومشروع الجمهورية القوية".
وتابع: "إن العنوان المعطى لمهرجان الأرز لهذه السنة "تكريم المواقع الأثرية الخمسة" والذي منذ إطلاقه قبل 4 سنوات كان يحمل رسالة مختلفة كل سنة الى اللبنانيين والعالم، ورسالة السلام التي أرادت النائب ستريدا جعجع وعموم أهالي قضاء بشري أن يرسلوها الى العالم لهذه السنة من خلالك سيدة ماجدة، فهي أبهى وأنقى صورة عن السلام الذي ننشده في بلاد الأرز".
وختم: "أود أن أشكر لجنة مهرجانات الأرز الدولية ولجنة أصدقاء غابة الأرز على هذه المبادرة، وأتمنى لهم المزيد من النجاح والتقدم".
جبرايل
من جهته، أشاد رئيس لجنة "أصدقاء غابة الأرز" أنطوان جبرايل طوق بالرومي، وقال: "خيوط الشمس تنسل خجولة من أعالي المكمل وتذوب بالنسيم المجبول بطهارة النساك الصاعد لاهثا من اعماق وادي القديسين فتتعانق في ظلال أرز الرب وتتغلغل في كنه كيانه وتصطحب رهبة الصمود وحكايا التاريخ وعرافة الجبة لترحب بماجدة الرومي. ماجدة الرومي التي يكفيها عزا أنها ماجدة الرومي هذه القامة الفنية الشامخة الطافحة بالأصالة والعفة والقيم".
أضاف: "هذه الموهبة الفنية الملتزمة بالتراث مدرسة والوطني قضية. هذه الطاقة الصوتية النادرة التي كلما صدحت حنجرتها، نتساءل: أهي تغني؟ أم هي تصلي؟ هذه الماجدة الغريبة كل الغربة عن هشاشة فن اليوم الذي يعتمد على المساحيق في الكلمة والنغم وعلى الإغراء في الحضور والأداء".
وتابع: "هومبابا الذي كان يشبه الريح العاصفة والذي فمه نار حارقة وفي لهاثته الموت الحتمي، كان حارس الأرز في الأساطير القديمة. أما اليوم، فنحن حراس الأرز والوطن والناس. وليعرف من لم يعرف أن كل من توهمه أحلام اليقظة أو يبهره سراب القضايا ويفكر بالإقصاء أو العزل فهو كمن يحاول واهنا إقصاء الصوت عن الحنجرة وعزل النغم عن الوتر".
وقال: "أن تكون عرابا يعني أنت مرافقا وراعيا وحارسا حتى يبلغ المعرب أشده. لذا، تشرفنا اليوم ماجدة الرومي وهي الأرزة الفارعة في دنيا الفن والوطنية، بعرابة أرزة غابة أصدقاء أرز لبنان الرابضة في حضن جبل المكمل وعلى درب تجلي الرب يسوع. هذه الأرزة الطفلة التي ستنمو في ظل أنغام ماجدة الملائكية وشذا صوتها الرخيم ورعاية لجنة أصدقاء غابة الأرز وبلدية بشري. وبإضافة أرزة ماجدة الرومي الى هذه الغابة الفريدة والعملاقة والنموذجية سيبقى مجد لبنان لنا جميعا ومجد ماجدة الرومي لهذه الأرزة، وسنبقى ونستمر نزرع أرضنا بالحياة والكرامة وحدودنا بالحراس والرهبة".
وحيا ستريدا جعجع قائلا: "أيها النائب الغير شكل، أنت من أنت؟ أنت سيف لو حدين والقبضة ذهب. يلمع بدين المجد ويشرقط لهب".
شهادة العرابة
ثم سلم كيروز وطوق شهادة العرابة الى الرومي التي شكرت الجميع على حفاوة الإستقبال، وقالت: "أشكركم على ترحيبكم بي، ولكن أريدد أن اعترف بأنكم أنتم أعطيتموني الشرف لكي أزرع هذه الأرزة وهي تعني لنا الكثير ولأنها رمز لبنان وأنا هنا لأشهد للبنان السيادة والإستقلال وليس أقل من هذا أبدا. انا قضيتي كل لبنان وقضيتي كل الشهداء. كل الناس الذين رووا بدمهم هذا الأرض لنبقى نحن ونصل الى هذا اليوم ويبقى شيء إسمه لبنان".
وختمت: "أشكركم من قلبي، أنتم قلتم لي أن أزرع أرزة، أزرع أمل ومستقبل لأولادنا، سويا بأيدينا نحقق لبنان أفضل. ولم أر يوما أحدا أتى بنتيجة إلا بوحدة الصف، وهذا ما أتمناه للبنان اليوم وكل يوم. ويبقى لبنان كله لنا، ونبقى جميعا بكل طوائفنا لهذه الأرض".
وفي الختام زرعت الرومي أرزة لبنانية قريبة من البيت البيئي. وأقيم كوكتيل بالمناسبة.