أطلق سفير فرنسا برونو فوشيه، نسخة العام 2018 لبرنامجي Hubert Curien Cèdre و"سفر"، في قصر الصنوبر، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة والأمين العام للمركز الوطني للبحوث والعلوم الدكتور معين حمزة الذي يشارك في رئاسة لجنة Cèdre، الوزير السابق ابراهيم نجار وعدد من الشخصيات التربوية.
بداية تحدث السفير فوشيه وأكد أن "فرنسا هي الشريك العلمي الأول للبنان وتدرك مدى ثراء نسيج الجامعي اللبناني وتطمح الى تقوية البحوث من خلال تعاون علمي طموح، وأننا نتطلع إلى أن نسهم في تألق اعمال الباحثين والأساتذة، من خلال تشجيع تداول الأفكار والتخصصات وادخال نتائج الأبحاث داخل المجتمع المدني والنظم الإنتاجية".
وقال: "أريد أن أذكر بالإهتمام الخاص الذي توليه سياستنا للتعاون العلمي للباحثين الشباب ونحن مقتنعون بأنهم سيكونون منتجي عالم الغد. وان طموحنا يرتكز على برنامج سيدر الذي هو منارة تعاوننا ونحن لا يمكننا الا ان نشيد بديمومته وهو في سنته الثانية والعشرين. فهذا البرنامج طموح، هو برنامج لبناني ينبثق من برنامج هوبير كوريان الدولي الذي يهدف إلى إعداد فرق بحث بين فرنسا والخارج حول مشاريع مدتها سنتين، وهناك الآن اكثر من 60 مشروعا للتبادل العلمي والتكنولوجي يربط بين المختبرات الفرنسية وأكثر من 80 بلدا مع هيئات الأبحاث الفرنسية".
وقال:"ان التعاون الفرنسي الذي ارسته هذه الشراكة هو محور رئيسي لهذه المبادرة الدولية، مع 36 مشروعا ممولا من الوزارات اللبنانية والفرنسية، ولا يمكن انكار مدى النجاح الذي ساهم بدعم مجموعة واسعة من الأعمال التي برهنت على التفوق الأكاديمي اللبناني في مجالات عدة من علم الأحياء الى العلوم الاجتماعية، ومن الهندسة إلى الطب ونتج عنها منشورات ومقالات احيي نوعيتها ودقتها".
وأعلن أن سفارة فرنسا "اختارت ان تضاعف هذه المبادرة ببرنامج ثان هو برنامج "سفر" الذي عرف نجاحا باهرا في سنة اطلاقه، اذ تقدم اليه نحو 80 طلبا وقدمنا نحو 43 منحة للبحث في فرنسا من أسبوعين إلى 6 أشهر. وهذا البرنامج يتوجه لطلاب الماجستير وللباحثين. وعبر عن تصميم السفارة على جعل هذه المشاريع تنمو اكثر فأكثر".
وقال: "من أهداف برنامجي "سيدر" و"سفر"، نقل المعارف والتعزيز المتبادل للمرافق البحثية وتشجيع المنهج المتعدد التخصصات وفقا للتغيرات العالمية في أساليب البحث، كما انهما يهدفان لبناء التعاون بين البحوث التطبيقية والفعاليات الاقتصادية والمواطنين، ولإرساء التقارب بين الشركات والمختبرات. إن بناء هذه الجسور المتماسكة لا يمكن ان يتم دون الإعتماد على خبرات الشركات، ونحن مستعدون للاستماع اليهم لنسج علاقة بين البحوث التطبيقية ومدى ايجاد هذه البحوث الحلول المستدامة لا سيما في مجالات الصحة، الاقتصاد، الإدارة والهندسة".
واعتبر أن "مشاركة الشركات والمؤسسات في هذه البرامج يمكننا من خلق مبادرات اكثر ومن زيادة عدد المستفيدين منها".
وأعلن "اطلاق برامج مساندة الأبحاث الفرنسية اللبنانية للعام 2018"، وقال: "إن الإجراءات المتعلقة بطلبات بالحصول على منح "سيدر" و"سفر" أصبحت متاحة لجميع الراغبين من الجامعات اللبنانية على المواقع الإلكترونية التابعة للسفارة الفرنسية في لبنان".
حمزة
وعبر حمزة عن سروره "للمكانة التي يحتلها لبنان في السياسة العلمية الفرنسية"، وقال: "يدفعنا الهم الأساسي للجماعات العلمية لدينا لإيجاد مكانة في المشهد العملي المعولم، المتطور والتنافسي مما يحتم علينا توحيد الجهود من خلال برامج التعاون العملي، ومن اجل هذا ابصر برنامج "سيدر" النور وهو يتجذر سنة فسنة في المشهد اللبناني ويجذب العديد من الزملاء الفرنسيين إليه".
وقال: "إن بلدينا يؤمنان استمرارية واستدامة هذا البرنامج الذي يمول ويؤمن منذ العام 1996 مشاريع تعاون نوعية في كل المجالات، كذلك تكامل المهارات بين الفرق البحثية التي تؤدي الى انتقال الباحثين في الإتجاهين من لبنان الى فرنسا، ومن فرنسا الى لبنان، مما يفتح لهم المجالات امام مشاريع اوروبية ودولية، من دون اغفال الفرص المقدمة لطلاب الدكتوراه، وكل ذلك يترافق مع انتاجات علمية، فأكثر من 20 بالمئة من المنشورات العلمية اللبنانية تتأتى من التعاون مع فرنسا من خلال برنامج "سيدر" والشركات الآخرى".
وأكد أن "هذا البرنامج جذاب على المستوى اللبناني مع وجود متزايد للجامعات الأنغلوفونية داخله ومن خلال مروحة الجامعات الفرنسية المشاركة فيه وتحول هذا البرنامج لباحثينا علامة فارقة للتميز".
وتطرق الى نقاط ضعف البرنامج "في ضعفه باستقطاب الباحثين في مجالات العلوم الإنسانية والإجتماعية"، شاكرا "للباحثين اللبنانيين ثقتهم"، معربا عن "الاستعداد لمواكبتهم في سعيهم نحو التميز العلمي". كما شكر للسفير الفرنسي جهوده وشكر المعهد الفرنسي وبرنامج التعاون الثقافي في السفارة، وشكر وزير التربية حماده "الذي لم يوفر يوما جهدا من اجل الدعم عندما يلزم الأمر"، وطالبه ب "السعي من اجل الإفراج عن الأموال اللبنانية المخصصة لهذا البرنامج".
حماده
وأعرب الوزير حماده عن سروره للمشاركة في حفل اطلاق برنامج سيدر وقال: "لقد كنت موجودا خلال اطلاق هذا البرنامج يومها وكنت وزيرا للصحة وشاركت في حفل التوقيع الذي تم آنذاك بين الوزير فرنسوا فيون ووزير التربية ميشال اده. وأعتقد أن الوزير اده هو واحد من ارزاتنا وهو الأب لهذا المشروع. وأؤكد أن هذا البرنامج هو من عمر هذه السفارة عمر اعادة تجديدها وافتتاحها عام 1996 ومنذ ذلك الوقت طبقت فرنسا شروط هذه الشراكة وهذا التعاون بالكامل اكثر من لبنان".
وأضاف: "لن أتوانى، بناء على طلب الدكتور معين حمزة، عن مطالبة وزارة المالية اللبنانية بالإفراج عن الأموال المخصصة لبرنامج سيدر، وأؤكد بأن هذه المسألة ليست موجهة لبرامج التعاون الفرنسية، انما هي مسألة نقص في السيولة. لدي طموح خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المقبلة للبنان، هذه الزيارة التي تحضرون لها مع الدولة اللبنانية، وهي تشمل برامج كثيرة وأطر التعاون المتعددة ومما تشمله ايضا موضوع حماية لبنان وانتم من اكبر الفاعلين في هذا الإطار واعبر لكم عن جزيل امتناننا لذلك، ولدي طموح خلال زيارة الرئيس الفرنسي ان نوقع على اتفاقيات المشاريع التربوية الثقافية كنت بحثتها مع نظيري الفرنسي اخيرا وهي تتعلق بإنشاء الجامعة الرقمية ونحن بصدد انهاء التحضيرات التقنية، فهناك جامعتان فقط تعنيان بهذا الموضوع، والموضوع حساس على المستوى التقني لأن الفايبر اوبتيك لم يكتمل بعد في لبنان. وبإيجاد الإطار لمراقبة كل المؤسسات الجامعية التي كانت حصلت على تراخيص في مراحل سابقة بالاضافة الى مشروع التعاون بين الهيئة الوطنية لضمان الجودة في التعليم العالي التي نحن بصدد انشائها بموجب قانون في لبنان وبين نظيرتها الفرنسية، وأتمنى أن نتوصل الى اتفاق في هذا الصدد".
ثم عرض الطلاب الذين حصلوا على منح بحثية من برنامجي "سيدر" و"سفر" للمشاريع التي عملوا عليها وهم : نور دوماني، كامل دوراي ونسرين الحسن.
وختاما حفل كوكتيل بالمناسبة.