ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الآلاف من السوريين يستيقظون في الصباح الباكر للذهاب والإنتظار في طوابير في سبيل الحصول على حصتهم من الخبز.
ونقلت الصحيفة قصة مواطن سوري يُدعى أبو محمد، الذي يقول أنه يستيقظ كل يوم مع أولاده لتأدية صلاة الفجر في دمشق، ثم يبتادلون الأدوار في التوجّه لشراء الخبز.
وفي حديثه لـ"واشنطن بوست" عبر الهاتف، يقول أبو محمد، وهو أب لـ5 أطفال: "نضطر للإنتظار في الصفوف لمدّة لا تقل عن 3 ساعات، مما يجعل من الصعب الوصول إلى العمل أو المدرسة في الوقت، وكثيراً ما يتغيب الصبيان عن الصفوف الدراسية الأولى، وأحياناً يتغيبون عن اليوم الدراسي بأكمله".
وأضاف: "ذات يوم وقفت 7 ساعات، وفي اليوم التالي 8 ساعات، ثم 6 ساعات. وتضرر عملي. أنا بحاجة للعمل وللعيش".
وأوضح أبو محمد في حديثه أنه يحتاج لـ3 أو 4 أكياس من الخبز، إذ يشتري كيسين من الخبز الخشن منخفض الجودة من مخبز حكومي، وهي الحصة الكاملة المسموحة له في ظل نظام الدعم، ثم ينتظر في الصفوف في المخابز الخاصة للحصول على أرغفة أخرى ذات جودة أعلى. وفي حالات الاضطرار، يدفع أبو محمد 10 أضعاف السعر الرسمي البالغ نحو 50 سنتاً لشراء المزيد من الأرغفة منخفضة الجودة إن وجدها، وذلك ممن يسميهم "تجار الأزمة" في السوق السوداء.
وكان وزير الزراعة حسن قطنا، قد سعى في مقابلة له مع صحيفة "الوطن" الموالية للحكومة السورية، التخفيف من حدة الأزمة وتبديد السخط العام، قائلاً: "لنعد إلى صناعة الخبز في منازلنا بدلاً من انتظار الخبز المقدّم من الحكومة".
وتصاعد الغضب الشعبي بعد أن ذكرت صحيفة "حزب البعث"، في وقت سابق من الشهر الجاري، اختفاء 500 طن من القمح أثناء إنزالها من سفينة.
وأدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا الناتجة عن الحرب وسوء الإدارة إضافة للإنهيار المالي في لبنان، إلى تدمير قيمة الليرة السورية، مما يجعل استيراد القمح باهظ التكلفة. كذلك، عطلت الأزمة إنتاج وتسويق المحاصيل.
المصدر: أخبار الآن