ودّعت مدينة زحلة راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك السابق المطران اندريه حداد، بمأتم رسمي وشعبي أقيم في كاتدرائية سيدة النجاة، ترأسه بطريرك انطاكية وسائر المشرق واورشليم والإسكندرية للروم الكاثوليك يوسف العبسي، وحضره وزير العدل سليم جريصاتي ممثلاً الرئيس العماد ميشال عون، النائب أنطوان أبو خاطر ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب عاصم عراجي ممثلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وعدد من الوزراء، وزراء ونواب سابقون، وعدد من المطارنة وعدد كبير من القيادات الأمنية والعسكرية، المدراء العامون ورؤساء المصالح، رؤساء البلديات والمخاتير، ممثلو الأحزاب، أعضاء المجلس ألأعلى للروم الكاثوليك وعدد كبير من أهالي مدينة زحلة وبلدة روم.
بعد الإنجيل المقدس، القى العبسي عظة رثا فيها المطران حداد، وجاء فيها: «اليوم يفقد سينودس كنيستنا أخا وصديقا وشريكا ورفيق درب، يفقد مطرانا حاملا لأفكار نيرة متقدمة جريئة، مطرانا واضحا صريحا ربطتنا به علاقات طيبة حلوة جعلته يحوز ثقة اخوته ومحبتهم وتقديرهم، يلجأون الى حكمته وخبرته في إدارة شؤون الكنيسة. تفقد كنيستنا الملكية اليوم رسولا مقداما غيورا، وجها مشرقا، ركنا صلبا، عمودا روحيا، رجلا وطنيا من رجالها. ما كان المطران اندريه رجل دين، كان رجل كنيسة».
تعزية البابا فرنسيس
ثم كانت كلمة تعزية من البابا فرنسيس القاها القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، قال فيها :»نسأل الباري أن يتغمد روحه الطاهرة في الاخدار السماوية، وهو الذي تفانى في خدمة الابرشية وابنائها لسنين طوال. نسأل الآب مصدر الرحمة الالهية أن يستقبل المنتقل عنا في الانوار الابدية. ان البابا فرنسيس الاول يصلي من أجل الابناء المتألمين من هذه الخسارة، وبقلب كبير، يمنح البركة البابوية لمطارنة السينودس المقدس، الى كهنة الرهبنة الباسيليةالمخلصية، للعائلة الكريمة، وللأقرباء ولأبناء أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع ولكل الاشخاص الذين يشاركون في الاحتفالات الجنائزية.
الرقيم البطريركي
والقى المطران جوزف معوض الرقيم البطريركي المرسل من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفيه: «المثلث الرحمة المطران اندره أخ عزيز وصديق مخلص. لقد تعاونت معه شخصيا كأسقف في كثير من الشؤون الراعوية، وكنت أشعر بغيرته ودقته وسهره كراع حقيقي ومسؤول عن كل أبناء ابرشيته. وتعاونا معه في رحاب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، وقد تميزت مداخلاته بالواقعية والمطالبة الدائمة في مواجهة الحاجات الراهنة التي يعاني منها شعبنا».
بدوره، القى المطران عصام يوحنا درويش، كلمة الأبرشية، فعدد مزايا الراحل الكبير، وقال: «يحزننا أن نفقد أبا وأخا حبيبا، قاد أبرشيتنا لعقود بحكمة ودراية، لكن يمتلكنا شعور بفرح روحي عميق، فأبرشيتنا ربحت شفيعا أمام الله».
وسام الأرز الوطني
بعد ذلك، قلد وزير العدل سليم جريصاتي الفقيد الراحل باسم رئيس الجمهورية، وسام الأرز الوطني من رتبة كوماندور، وقال في كلمته: «أيها الفقيد الغالي، تقديرا لعطاءاتك الروحية والوطنية ولخدماتك من اجل لبنان، قرر رئيس الجمهورية منحك وسام ألأرز الوطني من رتبة كوماندور، وكلفني فشرفني أن اضعه على نعشك في يوم وداعكم وأن أتقدم من عائلتك الحبيبة بأحر التعازي».
كلمة العائلة
والقى كلمة العائلة عجاج حداد ابن شقيق المطران اندره، فقال: «نهدي غايات حضورنا، ومنك نتعلم أن الوطن أوسع من عيوننا، وأن المحبة إما أن تصير فعلا وتثمر وإما تبقى قولا وتندثر، أنت، أخذتنا من يدنا ونهرتنا، لنقف في وجه الرياح العاتية، وحملتنا فوق كتفيك لنقطع نهرا أراد جرفنا، أنت لقنتني وأنا تلميذك دروسا في كتب، وحينما نضجت لقنتني دروس الحياة، سيدنا أندريه، لا أنسى لحظة فاتحتك بموضوع انتقالك إلى روم لتقضي معنا فترة تقاعدك فأجبتني «أنا لا اترك زحلة،»! فعرفت أنها تسكن في وجدانك، لأنك تسكن انت ايضا في وجدان أهلها، ووجدان خلفك وابنك المطران درويش.
وختاما، تقدم حداد باسم العائلة، من الجميع «على ما أبدوه من محبة صادقة تجاه سيدنا اندره، كتابة واستقبالا وتأبينا وحضورا، وكل من أتى من قريب او بعيد ليشاركنا مصابنا الأليم».
وفي ختام رتبة الجناز حمل الكهنة جثمان المطران الراحل الى مدافن المطرانية.