استقبل نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد، السبت، “أيقونة” المقاوَمة الفلسطينية عهد التميمي، في خطوة لاقت ترحيباً عربياً واسعاً في مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية.
وفي ملعب “سانتياغو برنابيو”، كان مدير العلاقات المؤسسية بالنادي الملكي إيميليو بوتراغينيو على رأس مستقبِلي الأسيرة الفلسطينية المحررة الطفلة التميمي، وأهداها قميصاً لريال مدريد يحمل اسمها والرقم “9”
في الجهة المقابلة، استشاطت “إسرائيل” غضباً من خطوة ريال مدريد بتكريم عهد التميمي، التي باتت “أيقونة” ورمزاً للقضية الفلسطينية، واصفةً في الوقت نفسه ما حدث بـ”المخجل” .
وكتب حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “عهد التميمي تحرض على العنف ضد المواطنين الإسرائيليين. إن تكريم إرهابية تحرّض على الكراهية والعنف هو شيء لا علاقة له بقِيم كرة القدم العالمية. مخجل!”.
واعتُقلت التميمي، في 19 ديسمبر الماضي، بزعم إعاقة عمل ومهاجمة جنود الاحتلال في بلدتها “النبي صالح” بالضفة الغربية. وقبيل اعتقالها، انتشر مقطع فيديو ظهرت فيه “عهد” مع ابنة عمها نور التميمي، وهما تقتربان من جنديَّين إسرائيليَّين حاولا اقتحام منزلها، وتطلبان منهما مغادرة المكان.
وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية بسجن “عوفر”، قرب رام الله، حكماً بالسجن الفعلي 8 أشهر على “عهد” في الـ21 من مارس الماضي، واستطاع محامو الدفاع عن الفتاة الفلسطينية التوصل إلى اتفاق مع النيابة العسكرية.
وقضى الاتفاق بسجن “عهد” 8 أشهر، مقابل إسقاط تهم التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية من لائحة الاتهام الأصلية، والاكتفاء باعتراف التميمي بإعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته، حيث أُفرج عنها في 29 يوليو الماضي.
وحظيت قضية اعتقال التميمي ومحاكمتها بتغطية إعلامية عالمية، وشُكِّلت لجان عالمية تطالب بإطلاق سراحها، كما خرجت من أجلها مئات المظاهرات والوقفات المطالِبة بالإفراج عنها.
يشار إلى أن هذا هو الاستقبال الثاني من نوعه الذي يقوم به ريال مدريد تجاه أحد أطفال فلسطين؛ إذ كرم منتصف مارس 2016، الطفل أحمد الدوابشة الذي أحرق مستوطنون “إسرائيليون” منزل عائلته في نابلس بالضفة الغربية في 31 يوليو 2015.