تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ثلاثة طوابع خاصة، تخليدا لذكرى انتخابه رئيسا للجمهورية ولعودة "علم الشعب الى بيت الشعب"، ولـ"يوم التهنئة الشعبية"، حيث تم تعليق صور كبيرة للطوابع على جدار خاص للمناسبة.
وقد اقيم احتفال للمناسبة حضره وزير الاتصالات جمال الجراح، المدير العام للبريد محمد يوسف، المدير العام لشركة "ليبان بوست" خليل داود، ليلى الهبر التي حافظت على العلم اللبناني الذي تم التوقيع عليه، ناجي خوري صاحب فكرة التوقيع على العلم، اضافة الى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمديرين العامين في القصر والمستشارين في الرئاسة.
داود
والقى خليل داود كلمة بالمناسبة، فقال: "فخامة الرئيس. يشرفني ان اسلم فخامتكم، اليوم الاول لاصدار الطوابع الرئاسية، المؤرخة في السادس من كانون الاول من هذه السنة، احتفاء بمناسبات ثلاث وهي: تبوؤكم سدة الرئاسة في 31 تشرين الاول 2016، وتحول القصر الجمهوري الى بيت الشعب، وعودة العلم اللبناني اليه بعد 27 سنة من النضال الوطني، بذلتم خلالها التضحيات الجسام. واذ تفتخر ليبان بوست بهذا الاصدار، تضع نفسها بتصرف فخامتكم، وتأمل بانتشار هذه الطوابع لتختصر قصة وطن، وكرامة دولة، تعيش وسط التحديات والاخطار، وتتمسك بحق الوجود سيدة، حرة ومستقلة. غني عن القول يا صاحب الفخامة، ان انتخابكم بعد اكثر من سنتين من الفراغ، اعاد الامل الى المواطنين، وجدد احلامهم بدولة المؤسسات وبنهج اصلاحي على كافة المستويات".
اضاف: "في زمن الميلاد المجيد، ندعو لكم بالعمر المديد وننتظر تحت قيادتكم الحكيمة ولادة وطن بحجم احلام اللبنانيين. نضع هذا الاصدار الاول في عهدتكم، ونتطلع الى انتشاره في لبنان والمهجر، ونتقدم منكم ومن السيدة الاولى وعائلتكم الكريمة بأصدق التمنيات بحلول الاعياد المباركة".
الجراح
ثم تحدث الوزير الجراح، فقال: "هذه الطوابع هدية رمزية من وزارة الاتصالات وليبان بوست ومديرية البريد في لبنان، وهي اقل ما يمكن ان نقدمه لفخامتكم تقديرا لانجازاتكم، ومنها عودة العلم الى حيث يجب ان يكون، الى بيت الشعب وهي مسيرة اثمرت عهدا يعيد الى لبنان مكانته ورونقه واستقلاله وسيادته وتقدمه".
اضاف: "لن يتسع هذا الجدار في السنة المقبلة، للطوابع التذكرية التي ستخلد انجازاتكم المقبلة وسيكون هناك طابع للازدهار الاقتصادي في عهدكم، وآخر للامن والاستقرار، وآخر لكرامة لبنان. فحكمتكم ورويتكم وادارتكم للازمات وخاصة منها الاخيرة، تستحق كل التقدير والاحترام والمودة وحفظ الجميل لكم ولعائلتكم وعهدكم الذي سيدخل تاريخ لبنان من الابواب المضيئة والعريضة، حيث سيسجل التاريخ ان العماد ميشال عون اختصر سنوات من شقاء وتعاسة هذا البلد واعاده الى حيث يجب ان يكون".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، شاكرا له المبادرة، وقال: "ان هذه الطوابع البريدية ليست كغيرها، وهي ترمز الى ثلاث احداث ومناسبات. الاولى هي انتخابي رئيسا للجمهورية، وهو ما اعتبره امرا روتينيا يحصل عند انتخاب كل رؤساء الجمهورية. اما الطابعين الآخرين، فهما لاحداث تسجل في تاريخ لبنان. فقصة العلم تحمل اعلانا من الشعب اللبناني عن هويته وتمسكه بها، لان العلم يرمز الى الارض والشعب اللبناني، وهو امر انطلق من خلال مبادرة مجموعة من الشبان اللبنانيين ومنهم صاحب الفكرة الاستاذ ناجي خوري، فيما حافظت السيدة ليلى الهبر على العلم طوال الفترة الماضية من التلف والتدنيس، هذا العلم الذي تبلغ مساحته 210 امتار مربعة ويحمل توقيع 126 الف لبناني، وقد حفظته في مكان خاص، ويسرنا وجودهما معنا اليوم في هذه المناسبة، ونحن نقدر هذا العمل الذي أثر فينا الى درجة جعلت عيناي تدمعان عند رؤية العلم مجددا العام الفائت وعودته الى القصر".
اضاف رئيس الجمهورية: اما طابع يوم التهنئة الشعبية، فيحمل معنى ابعد من ذلك، لانه تذكار لفترة سنتين من عمر لبنان تجمع فيها اللبنانيون يوميا حول القصر الجمهوري يحتفلون بأعيادهم وينامون تحت الشجر، ويسهرون على القصر ومن هنا تسميته "بيت الشعب"، وهو يخلد بالتالي صراع الشعب اللبناني في سبيل سيادة لبنان واستقلاله والهوية الوطنية.
وختم: "اشكركم على هذه المناسبة التي اعتبرها مناسبة تكريمية مهمة لانها اتت باسم الشعب اللبناني وتحت رمز لبنان اي العلم اللبناني الذي امل ان يخفق دائما على كل الاراضي اللبنانية".
الطوابع الثلاثة
وفي ما يلي نبذة عن الطوابع الخاصة الثلاثة:
- طابع "عودة علم الشعب الى بيت الشعب" يرمز الى الحملة التي اطلقها مجموعة من الشبان اللبنانيين في الاعتصام الذي كان قائما في العام 1989 في قصر بعبدا دعما للعماد ميشال عون، وطلبوا خلالها جمع تواقيع اللبنانيين تحت شعار "وقع على هويتك، وقع على العلم".
وبلغت مساحة العلم 210 امتار مربعة وقسم الى خمسة اجزاء وزعت على خمس مناطق وجمعت 126،549 توقيعا. وانطلقت مسيرة حاشدة لمئات الشبان الذين حملوا العلم في 18 كانون الاول الى قصر بعبدا، حيث وقع عليه العماد ميشال عون واعدا بأن "العلم اللبناني سيبقى خفاقا فوق كل لبنان". وتم الاحتفاظ بالعلم بعد احداث 13 تشرين الاول 1990 من قبل السيدة ليلى الهبر داخل حائط محمي بالطين، حتى سنة 2005 حيث تم اخراجه مع عودة العماد عون من باريس الى لبنان، ونقل العلم في 20/11/2016 في اول عيد للعلم بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية الى قصر بعبدا في احتفال مؤثر، قال خلاله الرئيس عون: "هذا العلم الذي اردناه رمزا لوحدة لبنان وارضه وشعبه، سجن معنا طيلة 15 عاما، وها نحن اليوم نحتفل بعودته الى بيته الحقيقي، بيت الشعب".
- طابع "يوم التهنئة الشعبية"، يرمز الى يوم 6 تشرين الثاني 2016، بعد اسبوع من انتخاب العماد عون رئيسا، حيث فتحت ابواب القصر الجمهوري في بعبدا امام اللبنانيين للتهنئة، وتقاطرت الوفود الشعبية من مختلف المناطق رافعة الاعلام اللبنانية وصور الرئيس عون معبرة عن فرحتها.
وقد توجه في حينه الرئيس عون الى الحشود قائلا:" يا شعب لبنان العظيم، كنتم شعبا عظيما وأصبحتم شعبا أعظم. في الماضي خسرنا معركة ولكننا لم نسحق، بقينا واقفين ورأسنا مرفوع. ذهبنا من هنا وأبعدنا عن لبنان، ولكن نضالنا لم يتوقف، ووصولنا اليوم الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف، بل الهدف ان نبدأ بناء وطن قوي ودولة قوية".
- طابع "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، هو تخليد لذكرى انتخاب الرئيس عون في 31 تشرين الاول 2016 بعد اكثر من سنتين على فراغ سدة الرئاسة.