استقبل رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي السفير الفرنسي برونو فوشيه، في حضور وفد السفارة الفرنسية وهيئة مكتب الغرفة وعدد من أعضاء مجلس الإدارة. كما حضر رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي اكرم عويضة، رئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة في الغرفة ليندا سلطان ونائب رئيس الجامعة اللبنانية الفرنسية الدكتور جود مرعبي.
دبوسي
وألقى دبوسي كلمة اكد فيها "اهمية تعزيز الروابط بين لبنان وفرنسا وتمتينها اقتصاديا، لا سيما وان طرابلس باتت رافعة للاقتصاد الوطني ومقصدا لمختلف المشاريع الاستثمارية الكبرى الوافدة من مختلف البلدان العربية والدولية ومن جانب اللبنانيين المتواجدين في بلدان الانتشار"، مشيرا الى مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" "التي هي مشروع إستراتيجي وطني لتحقيق النهوض بلبنان من طرابلس".
واشار الى نقاط الضعف والتحديات الإضافية الناجمة عن الضغوطات المتمثلة بكثافة النزوح السوري. وشرح المشاريع التي تعتمدها غرفة طرابلس لتلبية إحتياجات مجتمع الأعمال بكل قطاعاته لتطويره وتحديثه.
واكد دبوسي للسفير فوشيه "اهمية التعاون الإستراتيجي بين لبنان وفرنسا في مناخ من الشراكة لتعزيز حركة الاستثمارات الفرنسية في طرابلس ولبنان الشمالي"، مثنيا على "الدور الايجابي والوازن والمعتدل لفرنسا الصديقة من خلال إهتمامها بقضايا المنطقة وملفاتها".
فوشيه
من جهته، اعرب السفير فوشيه عن بالغ سعادته بأن تكون طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية في المستقبل، وقال: "أنتم تعلمون ما يكنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان بكل مكوناته، ولقد جاء الى لبنان عندما كان مرشحا للرئاسة، كما لعب دورا حيويا وفاعلا خلال الازمة السياسية التي مر بها لبنان، وهو دور حيوي أكثر مما يتخيل البعض. فلقد إستقبل في فرنسا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، حين كان لبنان محاطا بأزمات قاسية".
وأكد فوشيه "ان فرنسا تدعم كليا سياسة النأي بالنفس من أجل تجنب عدم الإستقرار، كما أطلقت مشاريع ستبحث في المؤتمرات الداعمة للبنان في الأشهر المقبلة. المؤتمر الاول يعقد في أواخر شهر شباط الحالي، ويتناول سبل تقوية الجيش اللبناني لكي يصبح لبنان دولة قوية. والثاني في روما ويتناول الوضع الإقتصادي وواقع البنى التحتية وأزمة النمو الضعيف التي تستدعي العمل على إطلاق عجلة الإقتصاد، وفقا لخطة إستثمارية شاملة. هناك مشروع "سيدر" لدعم الإقتصاد اللبناني والبنى التحتية على مدى 12 سنة قادمة، وهناك 300 مشروع إنمائي على إمتداد الأراضي اللبنانية بكاملها، يساهم فيها القطاع الخاص، وسيكون هناك جهاز للرقابة في تنفيذ الإصلاحات الحكومية التي تعمل الحكومة على الالتزام بها".
وأعلن ان "المؤتمر الثالث سينعقد في نهاية نيسان، ويتناول مسألة النزوح السوري"، وقال: "هناك مليون ونصف مليون سوري على أرض لبنان وهو عدد ضاغط، وإننا نحيي لبنان على إستضافته لتلك الاعداد، مع علمنا المسبق انها أعداد ضاغطة على مختلف المستويات الإقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية والثقافية. لقد اخذنا بعين الإعتبار إرادة اللبنانيين بضرورة عودة النازحين السوريين الى بلدهم. وبإنتظار نضوج الحل السياسي فإننا سنكمل الدعم للبنان وللنازحين السوريين، وفي منتصف نيسان المقبل سيزور الرئيس ماكرون لبنان وسيلتقي الفاعليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية".
وقال: "إن وجودي اليوم في طرابلس يعطي دلالة على اهمية المشاعر الكبرى التي تكنها فرنسا تجاه لبنان بكل أراضيه، وان طرابلس مدينة عريقة ولديها كل المقومات التاريخية ونحن نساهم في ترميم بعض معالمها الأثرية، كما لديها العديد من المراكز العلمية والمؤسسات الثقافية وتمتلك روح الإنفتاح على كل بلدان العالم، كما لديها روح الشراكة على نطاق البحر الأبيض المتوسط".
اضاف: "إذا كانت زيارتي اليوم محددة من حيث الإطار الزمني، فإنني أقبل دعوة دبوسي لزيارة طرابلس مرة أخرى، ألتقي خلالها بفاعليات طرابلس والشمال الشمالية للبحث بشكل معمق في كل المرتكزات التي تساعد على تعميق الروابط بيننا. وأعرب في هذا السياق عن تقديري لكل الإنجازات التي أشار اليها دبوسي ولا سيما مبادرته "طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية"، فالمدينة لديها كل الصفات المساعدة على اعتماد هذه المبادرة التي تشير الى مواطن القوة الإستراتيجية التي تحتضنها المدينة من مرفأ ومطار ومنطقة إقتصادية خاصة، وعدد آخر من المرافق التي تشكل مرتكزات أساسية تستند عليها المبادرة".