التبويبات الأساسية

كتبت: غنى شريف

لسنا من حيث المبدأ، ضد إقامة حفلات ومهرجانات فنية غنائية على امتداد جغرافيا وطننا الحبيب لبنان.. بل على العكس فإن مثل هذه النشاطات الفنية من شأنها أن تعكس صورة حضارة عن لبنان، ويمكن لها أن تساعد على ترويج حقيقة أن لبنان بلد سياحي مضياف وآمن لاستقطاب واحتضان السياح من كل حدب وصوب سواء بالنسبة للاشقاء العرب أو الأصدقاء الأجانب.

لكن الذي تجاوز المألوف في حفل الفنان المصري الشهير عمرو دياب، هو ما تردد عن "الاشتراطات" التي فرضها الفنان والجهة المنظمة للحفل على الراغبين الجمهور، ومنها التأكيد على ارتداء "الزي الأبيض" للحضور، وكذلك فرض قيود على ممثلي وسائل الإعلام من خلال الإلتزام بعدم توجيه انتقادات للفنان تحديدا، وللحفل ومنظميه بشكل عامل، وهنا افتراض "سوء النية" مسبقا بوسائل الإعلام من قبل القائمين على تنظيم الحفل.

صحيح أن "الحفل الأبيض" لعمرو دياب في بيروت، أقيم في ظل "ظرف أسود" يعيشه لبنان منذ سنوات عديدة على مختلف المستويات السياسية والإجتماعية والاقتصادية، لكن الغريب هو في المواقف المتطرفة على مواقع التواصل الإجتماعي بين المؤيدين لإقامة الحفل والرافضين له، وعلى قاعدة "يا أبيض يا أسود".

لسنا ضد إقامة الحفل كما أشرنا في البداية، ولسنا مع رفض إقامة حفلات فنية بشكل عام،
لكننا قطعا ضد تصوير الحفل وكأنه بوابة عبور قوافل السياح إلى الأراضي اللبنانية، وضد اي اشتراطات استفزازية من شأنها التقليل من قيمة ومكانة الصحفي اللبناني، وكذلك ضد أي مظاهر لم تراع الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها الشريحة الأوسع بين اللبنانيين، والتي من حقها أيضا أن تعبر عن رأيها "السلبي" في شأن عام،

وفي الخلاصة، فإن الواقع اللبناني المأزوم على كافة المستويات، هو أكثر تعقيدا من يؤثر فيه "سلبا أو إيجابا" حفل أو مهرجان فني، وغدا سيختفي الجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي حول "الحفل الأبيض"، لمصلحة جدل في شأن عام آخر..

صورة editor2

editor2