عقد مركز ترشيد السياسات الصحية حوار "السياسات بهدف تعزيز السياسات المدرسية الفعالة للوقاية من البدانة وزيادة الوزن في لبنان"، في فندق جفينور- بيروت، بالتعاون بين كل من وزارتي التربية والتعليم العالي والصحة مع مركز ترشيد السياسات (K2P Center) في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB).
وجمع حوار مركز K2P المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي فادي يرق، رئيسة قسم صحة الأم والطفل في وزارة الصحة العامة باميلا منصور، مديرة قسم الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا خوري، رئيسة وحدة التعليم الصحي والبيئي في وزارة التربية والتعليم العالي سونيا نجم، ممثلين عن وزارة الشؤون الإجتماعية، الزراعة، الصناعة والتجارة والشباب والرياضة، بالإضافة الى ممثلين عن جمعيات محلية ودولية، أكاديميين وممثلين عن الأهالي وفئة الشباب.
وافتتح الحوار مدير مركز ترشيد السياسات الدكتور فادي الجردلي. وقد تم دعم الحوار من خلال موجز السياسات منK2P، الذي يجمع أدلة ويقدم اقتراحات لعناصر السياسات الصحية. وتم تعميم موجز السياسات على جميع اصحاب القرار والمصلحة ذوي الصلة، قبل الحوار.
وأكدت المديرة المشاركة لمركز ترشيد السياسات (K2P Center) ومديرة الحوار الدكتورة ريما نقاش أن "هذا الحوار فريد من نوعه بالنسبة لعمل المركز، حيث لم يشمل فقط عملية ترجمة المعرفة من العلم الى التطبيق، بل دمج هذه الترجمة باستراتيجية المناصرة، التي شملت أصوات المواطنين حول مشكلة بدانة الأطفال ورأيهم بالحلول المقترحة، المستندة الى خبراتهم المتنوعة في هذا المجال، من مدراء مدارس، اساتذة، مرشدين صحيين، أخصائي تغذية، طلاب، أهال".
وقالت: "إنها المرة الأولى التي تنقل فيها خبرات وأراء المواطنين المعنيين في هذه الطريقة الى أصحاب القرار. حضورهم على طاولة واحدة مع ممثلين عن الوزارات، جمعيات ومؤسسات معنية، إضافة مهمة، حيث تشجعهم على المحاسبة، الشفافية ومناصرة القوانين التي تصب بمصلحته، فمشاركة المواطن بصناعة قرارات وسياسات متعلقة بصحته هي من حقه الطبيعي".
يرق
وبدوره، أثنى مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي على منهجية عمل مركز ترشيد السياسات "التي تعطي الأدلة العلمية الصلاحية ببناء أفضل السياسات الصحية والإجتماعية". وأيد نتائج الحوار وأبدى جهوزية الوزارة لتطبيقها "نظرا لاستنادها الى الأدلة العلمية والخبرات العملية المطبقة من قبل مختلف الجهات المعنية".
أضاف: "يد واحدة لا تصفق" فوزارة التربية والتعليم العالي بحاجة الى جهود المؤسسات الأكاديمية، الوزارات والجمعيات الدولية والمحلية، لتطبيقها بشكل شامل في المدارس الخاصة والتقنية كما الرسمية".
منصور
وأشارت ممثلة وزارة الصحة العامة الى أن الوزارة "تدعم بشكل كامل كل نتائج الحوار والخطوات المنبثقة عن هذه المشاورات البناءة".
وناقش المشاركون خلال الحوار عنصري السياسات المقترحة المستندة الى الأدلة العلمية والمذكورة في موجز السياسات:
العنصر الأول: ضبط معايير المنتوجات الغذائية والمشروبات الموجودة في حوانيت (كانتين) وكفيتيريا المدرسة وآليات البيع فيها، وطرق توفرها وأسعارها واتاحتها وتسويقها.
العنصر الثاني: دمج برامج التغذية والنشاطات البدنية في المناهج المدرسية وحصص الإرشاد الصحي.
وفي نهاية الحوار، اتفق المحاورون على تشكيل لجان فرعية للعمل على تفاصيل التطبيق، بالإضافة الى تشكيل إئتلاف لمناصرة البرامج والسياسات الموجودة ولتحسينها وتطبيقها في كافة المدارس اللبنانية.
تجدر الاشارة الى أن نسبة البدانة لدى الأطفال في لبنان تعتبر واحدة من أعلى النسب المسجلة في المنطقة. حيث سجلت في العام 2009 حوالي 11% من تلاميذ المدارس في لبنان يعانون من البدانة، وتشير التقديرات أن هذه الأرقام من المرجح أن تستمر بالإرتفاع.