التبويبات الأساسية

عقد رئيس عام جمعية "جاد" جوزف الحواط ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في "المركز الكاثوليكي للاعلام"، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أطلق خلاله نشيد المدمن "ما تتعاطى" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، تخلله توزيع دروع لفريق عمل النشيد و CD للحاضرين.

شارك في المؤتمر الصحافي ممثل وزير الإعلام ملحم الرياشي المحامي إميل جعجع، مدير البرنامج الوطني للحد من التدخين رئيس الديوان في وزارة الصحة فادي سنان، مدير "المركز الكاثوليكي للاعلام" الخوري عبده أبو كسم، عضو الهيئة الإدارية لجمعية "جاد" الإعلامي محمد العاصي وسفير الإعلام العربي الاعلامي زكريا فحام، في حضور ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي النقيب سامر معلوف، ممثل مدير عام الجمارك الملازم أول ريان شريف، ممثل رئيس مكتب مكافحة المخدارت الملازم أول بلال حمدان، العميد جوزف روكز، فريق عمل "نشيد المدمن" وطلاب مدرسة "قصر العلوم".

أبو كسم
بداية قال أبو كسم: "إعتدنا في كل عام أن نلتقي مرة أو مرتين مع جمعية جاد لكي نجاهد سويا على حماية لبنان والشبيبة من آفة المخدرات التي قد تضرب باب كل بيت من بيوتنا. هذا المرض الخبيث الذي يتسلل إلى المدارس والجامعات هو عدو لدود للمجتمع، يجب توعية شبابنا على كيفية عدم الوقوع في المخدرات وتداعياته".

أضاف: "من يتعاطى المخدرات لا يخرب نفسه فقط إنما يخرب عائلته ومجتمعه، وارتداد مفعوله ينعكس على الأهل، فالمخدر يقتل ولو ببطء".

حواط
بدوره، قال الحواط: "لماذا نشيد المدمن؟ ولماذ المدمن أصلا؟ لبنان بلد العائلة، لبنان بلد الأديان والقداسة، لبنان بلد النور والعلم، لبنان بلد الثقافة، لبنان جبران خليل جبران".

أضاف: "ما يميزنا في هذا العالم ويجمعنا هو إحترام العائلة والدين، تكلمنا بالأمس ونكرر كلامنا اليوم، لم ولن يكون لبنان امستردام الشرق، ومدخل العالم العربي من خلال تشريع المخدرات وعبدة الشياطين وسياحة الدعارة وزواج المثليين. ولكل المشاركين والداعمين إن كان من خلال تمويل حملات مالية مدفوعة أو إعلامية مشبوهة او من خلال تهديداتكم اليومية، نبلغكم بأننا ومنذ اكثر من 36 سنة بدأنا عن قناعة لمواجهتكم وسنستمر ومع كل الاهمال المتعمد لنا من المسؤولين المعنيين استمررنا".

وتابع: "استطاعوا ان يبعدوا عنا بعض الرفاق، اجل. ولكن هناك قلوب نقية وصادقة ومؤمنة بالذي نفعله ما زالت الى جانبنا، بفضلهم نستمر، وإن كان الاشرار يتعاونون فكيف بالخيرين؟".

وختم: "يقول الأب الراحل بنوا سكر: إذا اردت ان تقضي على التاريخ خدر شباب الأمة".

سنان
وقال سنان: "في البرنامج الوطني للحد من التدخين كان لدينا استراتيجية نعمل عليها منذ فترة وما زلنا وسنبقى، هي عملية التكامل بين الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني سواء كانت أحزابا سياسية أو مؤسسات دينية، لأن هذه المؤسسات الدينية هي المنبر الأقرب للناس ولها تأثير أكبر على الناس. من هنا نوليها الكثير من الاهتمام ونشكر الجمعية التي أوصلتنا إلى هنا، ونتمنى على الأب ابو كسم والمركز الكاثوليكي للاعلام أن يكون في المرحلة القادمة ضمن الاستراتيجية التي نقوم بها شريكا أساسيا معنا لنشر الوعي في المجتمع، وتكون كل الطوائف اللبنانية شركاء حقيقيين".

أضاف: "نريد زيادة التوعية في لبنان فهناك احصاءات تشير الى الانتشار الكبير لظاهرة الأرجيلة بين الأطفال بسن 11 و15 سنة، بحدود 35 بالمئة، ومنهم من يتحولون في سن أكبر نحو المخدرات. من هنا كان لدينا نشاط مثمر وجيد مع جمعية جاد لأننا نكمل بعضنا، فالذي يبدأ بالتدخين ينتقل في مرحلة ثانية إلى المخدرات وفي مرحلة أخرى نحو تدمير مستقبل جيل بشكل كامل في لبنان. وليس غريبا القول اننا زرنا مناطق لبنانية والمفاجىء حجم الإدمان ضمن القرى".

وتابع: "لقد أسسنا مركزا في وزارة الصحة وفي مستشفى ضهر الباشق لعلاج الإدمان على المخدرات سنة 2012 ولم نستطع تغطية كل الطلبات للمعالجة. ونقول لوزير الإعلام الذي جمعتنا به هذه المناسبة، ان القانون 174 من أفضل القوانين التي أقرها مجلس النواب في السنوات الأخيرة، ونحن نعمل ليل نهار ليبقى هذا القانون وللمحافظة على تطبيقه رغم وجود ثغرات كثيرة وكبيرة تتمثل بالمطاعم والمقاهي اللبنانية. ولكن في أمكنة كثيرة أحدث نقلة نوعية، واليوم نرى في لبنان مؤسسات كثيرة خالية من التدخين، دور سينما، مراكز اعلامية وصحية. لقد قمنا بخطوات لمكافحة التدخين في لبنان، ونعمل بصمت فنحن من المؤسسات التي ليس لديها تمويل بل تكتفي بمساعدات الجمعيات. نتمنى على وزارة الإعلام دعمنا عبر وسائل الإعلام لزيادة نشر الوعي، ففي لبنان يموت 4 آلاف شخص وفي العالم أكثر من 6 ملايين بسبب التدخين".

وختم: "أتمنى على الحاضرين ورجال الدين ووسائل الإعلام والأجهزة الأمنية ومنظمة الصحة العالمية التي تواكبنا دائما، ووزاة الإعلام والمؤسسات والجمعيات الأهلية، أن يكونوا سندا لنا في المرحلة المقبلة، لأن عملنا يشكل جزءا أساسيا من عملية بناء وطن سليم يستحقه لبنان بعد معاناة طويلة".

فحام
من جهته، قال فحام باسم مجموعة فريق العمل الذين ساهموا بإصدار "نشيد المدمن": "نحتفل معا باليوم العالمي لمكافحة التدخين حول العالم، الذي يدعو الى الامتناع عن استهلاك جميع أشكال التبغ مدة أربع وعشرين ساعة في جميع أنحاء العالم. كما يسعى هذا اليوم الى جذب الاهتمام العالمي نحو السيطرة بشكل واسع على استخدام التبغ وتأثيراته الصحية السلبية والتي باتت تؤدي إلى الموت".

أضاف: "من هذا المنطلق أردنا نحن مجموعة شبان وكل من خلال مهنته، أن نوصل صوتنا الى أكبر عدد من المدمنين على التدخين والمخدرات وأتباعه، وبالتعاون مع جمعية جاد التي يترأسها الاستاذ جوزيف الحواط والذي يسعى دائما الى رفع الصوت عاليا تحت شعار الانسان لأخيه الانسان".

وتابع: "نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل وهو من كتابة الكسي قسطنطين وألحان وغناء شادي فرح وتوزيع شربل ناشف وتسجيل ستوديو بسام عون وإخراج عطا قسطنطين، وكل من شارك في تمثيل مشاهد هذا العمل، الاعلامي زكريا فحام وطفليه يحيى وآدم. كما أشكر السيدة داليدا حنا التي قامت بمونتاج الكليب والجندي المجهول فهد برق".

ممثل وزير الاعلام
أما ممثل وزير الاعلام فقال: "لمشكلة المخدرات بعدها الإنساني العالمي لأنها تطال الإنسان في كل زمان ومكان. وبما اننا نقارب هذه المعضلة من خلفيتنا الإيمانية المسيحية، فالتزامنا بالإنسان ومشاكله شامل ومطلق، ونحن ملزمون بقضاياه على كافة المستويات".

أضاف: "المجتمع اللبناني جزء لا يتجزأ من المجتمع العالمي الذي يعاني من هذه الآفة، ونحن ملتزمون بإيجاد حلول له، وجزء من عملنا كوزارة إعلام طرح إشكالية التواصل والحوار على كافة المستويات".

وتابع: "إن آفة المخدرات تحتاج الى تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والجمعيات، وما تقوم به جمعيتكم على هذا المستوى عمل رائد ومتقدم يساهم بشكل مباشر في إيجاد حلول عملية لشبابنا اللبناني".

وأردف: "يعرف الإدمان على المخدرات بأنه اعتماد الإنسان نفسيا وجسديا على مادة مخدرة تلحق ضررا كبيرا بالجسد والعقل. ويسبب التوقف عن تعاطي المخدرات خللا في تأدية الفرد لوظائفه الحيوية وواجباته اليومية يدفعه لطلب المزيد منها. كما ان التحول إلى الادمان يمر بعدة مراحل، منها مرحلة التجربة حيث تدفع عوامل كثيرة المدمن الى ذلك كالضغوط النفسية والإجتماعية ورفاق يتعاطون المخدرات. ثم مرحلة التعاطي عمدا، فالمدمن حين لا يتمكن من التوقف عن التعاطي يصل الى نقطة اللاعودة ولا يكتفي بالكمية التي يحصل عليها بل يسعى لجرعات أكبر مما قد يعرضه للموت".

وعن سبل العلاج، قال: "هناك أمل بالعلاج، يبدأ بالتأكد أولا من وجود الرغبة الحقيقية لدى المدمن بالاقلاع عن هذه الافة، سواء ذاتيا أو عن طريق تدخل طبيب معالج. ويمكن للمدمن أن يعود الى طبيعته ويتوقف عن تعاطي المخدرات نهائيا عبر خطوات منها: مرحلة نزع السموم من جسمه، معالجة الأعراض وخاصة النفسية والجسدية من خلال حجز المدمن في مستشفى أو أحد مراكز علاج الإدمان للسيطرة عليه وإبعاده عن أماكن المخدرات، التأهيل وهو المرحلة المركزية في العلاج، متابعة نفسية تعتمد على جلسات العلاج النفسية التي تتم بشكل جماعي أو فردي، العلاج المجتمعي بإعادة تأهيل المدمن وانخراطه مجددا في المجتمع. أما المرحلة الأخيرة فهي التأكد من عدم الإنتكاس مجددا".

ولفت الى أنه "يمكن للمتعافي تناول بعض الأدوية بإشراف الطبيب بهدف مساعدته على إعادة تنشيط وظائف المخ الطبيعية وتقليل رغبته في التعاطي، وإجراء التحاليل الطبية الدورية للتأكد من حالته الصحية وعدم عودته للتعاطي".

وأكد أهمية "دور العائلة في كافة مراحل العلاج"، وقال: "ان احتضان أولادنا ومراقبتهم وتفهمهم ومتابعتهم عن كثب تجعلنا تبعدنا كل البعد عن هذه المشكلة. كما ان عمل الجمعيات يساهم بفعالية في التشخيص والعلاج وإعادة تأهيل المدمن".

وختم: "إن وزارة الإعلام بشخص وزيرها الأستاذ ملحم الرياشي، تشكر دعوتكم للمشاركة بهذا اللقاء، على أمل أن نتمكن معا، دولة ومؤسسات رسمية ومجتمع مدني وجمعيات، من المساهمة في التخفيف من ألم مجتمعنا وشبابنا من خلال بناء الإنسان السليم المعافى في كل زمان ومكان".

صورة editor9

editor9