حالة من الذهول والصدمة عاشتها مدينة زحلة صباح أمس الثلاثاء اثر العثور على جثة الزوجين الشابين داني فرح وريتا ريشا داخل غرفة نومهما في منزلهما الكائن بالقرب من مجمع الساني لاند في زحلة. وفور شيوع خبر الجريمة سارعت الاجهزة الامنية الى المباشرة بالتحقيقات لكشف ملابسات الحادثة، وعمل عناصر الصليب الاحمر على نقل الجثتين الى مستشفى تل شيحا، حيث اشرف الطبيب الشرعي وليد سليمان على معاينتهما، وقد خلص في تقريره الى ان ريتا قد اطلقت عليها رصاصة اخترقت عينها وخرجت من رأسها ولا علامات عنف ظاهرة عليها، اما داني فاخترقت رصاصة رأسه من فمه، علماً ان الرصاصتين اطلقتا من مسافة قريبة، ومن المسدس عينه الذي كان قد وجد إلى جانب داني، مرجحا وفاتهما قرابة منتصف الليل.
هذه الجريمة التي هزت الرأي العام طرحت العديد من علامات استفهام سيما وان الضحيتين لا يعانيان من اي مشاكل مادية على حد قول من عرفهما، فهو يعمل في مجال تركيب كاميرات المراقبة والتكنولوجيات، وكان يخطط منذ فترة الى توسيع وتطوير عمله، وهي كانت تعمل كمدرسة في مدرسة الراهبات الانطونيات في كسارة، وهما والدان لابنتين وولد واحد.
من عرف داني وريتا اكد على حسن سلوكهما وعلى آدميتهما وحبهما للحياة، فهما كانا ينويان السفر الى اوروبا قريبا لقضاء اجازة مع العائلة، وهما بطبيعة الحال كما يؤكد جيرانهما لم يسمع لهما اي شجار، منذ ان سكنا المنزل، ويعيشان حياة طبيعية كـ "عصافير الحب" لهذا لم يكن هناك اي مؤشر يستدعي لافتعال هذه الجريمة بحق نفسيهما ان ثبت انها عملية انتحار، وبحق عائلة مفجوعة تبكي أسى ولوعة فراق زهرتين قطفتا في ريعان شبابهما، وبحق 3 اطفال يُتموا وحرموا من دفئ وحنان عائلتهم.
ورغم كثرة التأويلات والتحليلات ولعدم اكتفاء الادلة الكافية، رفضت بعض المصادر الامنية تأكيد اي معلومة حول القضية قبل انتهاء التحقيقات، ان كانت العملية انتحار او انها جريمة قتل منظمة.
ووفق بعض الشائعات التي سرت بين أهل الضحيتين أن داني كان يقوم بتنظيف مسدسه فانطلقت رصاصة عن طريق الخطأ واستقرت في وجه ريتا، ولشدة خوفه من فعلته، قرر ان يضع حدا لحياته.
أما الرواية الاخرى فهي ان شجارا وقع بين الزوجين بينما كانا يقومان بزيارة لاهل داني، فغادر مسرعا ثم عملت ريتا على اللحاق به، تاركين اولادهما لدى منزل الجدين ، لتقع الحادثة من بعدها.
وما يثير الشكوك والريبة، هو ان داني عمد الى ترك مفاتيح المنزل داخل سيارته، من دون اقفال ابوابها، فعثرت عليه احدى بناته بعدما رافقت عمتها للاطمئنان على والديها، بعد فشل شقيقة داني في تلقي أي جواب يشفي غليل قلقها على شقيقها وزوجته، وذلك بعد عدة محاولات بالاتصال بهما دون اي مجيب. فدخلت المنزل وهي ترتعش لتجد شقيقها وزوجته مضرجين بدمائمهما على السرير.
منزل الضحيتين اقفل بالشمع الاحمر ريثما يتم الانتهاء من التحقيقات، وتجد الاجهزة الامنية نفسها مضطرة لتوسيع مروحة التحقيقات قبل الجزم ووضع القضية حكما في فرضية الانتحار، فربما هناك طرف ثالث له طرف خيط في هذه القصة.
("لبنان 24" ـ البقاع)