كتبت النهار في افتتاحيتها اليوم :"على رغم استمرار الرسائل السياسية الفجة ما بين مكونات الحكومة الواحدة، بما يهدد وحدتها وقدرتها على العمل والانجاز بعد اشهر طويلة من الانتظار والتعطيل، الا ان مصادر سياسية عدة تبدو اكثر اطمئنانا الى عدم انفراط عقد حكومة "هيا الى العمل"، ولا تستبعد ان تدور في الساعات المقبلة ، حركة اتصالات بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، لرأب الصدع الذي خلّفته حربُ المواقف بين الجانبين، ووضع النقاط على حروفها، تحضيرا لاستقبال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو من جهة، ولتأمين مناخات ملائمة لانعقاد مجلس الوزراء، من جهة ثانية.
وأوضح "التيار الوطني الحر" عبر مصادره انه لا يريد اسقاط التسوية ولا الحكومة، بل هو رفع السقف، للحث على انتاجية اكبر في مجلس الوزراء. وأشارت مصادره لـ"المركزية" الى أن باسيل أراد ايصال رسالة واضحة: زمن الدلع والغنج السياسي انتهى وآن الأوان للعمل، خصوصا في ملف اللاجئين السوريين الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم اليوم قبل الغد. وأكدت أن التسوية الرئاسية ليست مهددة لكن هذا لا يعني الصمت إزاء المماطلة غير المقبولة في الانطلاقة الفعلية للحكومة".
في المقابل اشار عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش الى انه "يجب طرح الملفات على طاولة مجلس الوزراء اما العراضات والشعبوية في الكلام فلا نفع لها". وقال ردا على سؤال عن احتمال تأثير الخلاف على التسوية "مسار الامور على هذا النحو التصعيدي من شأنه أن يضرب مسار الحكم اي مسار رئيس الجمهورية الذي يحاول الرئيس #الحريري إنجاحه".
وقد اشار بيان لمكتب الحريري الى انه يواصل زيارته الى باريس لاجراء فحوص طبية، في رد غير مباشر على انتقاد التيار الحر موضوع السفر وربطه بلا انتاجية الحكومة"
على صعيد آخر، يُتوقّع ان يشكل ملف الكهرباء بابا واسعا للخلاف بعدما سربت اخبار عن ان خطة وزيرة الطاقة تشدد على استقدام باخرة جديدة يتوقع ان تكون التركية التي نشب حولها خلاف العام الماضي، بما يوحي بأن الاتفاقات غير المعلنة سابقا في الكهرباء ستجد طريقها الى التنفيذ بغطاء جديد، وتتخوف مصادر سياسية من ان يكون رفع السقف السياسي حاليا هدفه امرار صفقات الكهرباء، وتحديدا البواخر، خصوصا ان استحقاق الكهرباء بات داهما اذ انه اساسي للفوز بمساعدات "سيدر". وفيما تستعد وزيرة الطاقة ندى البستاني لطرحها على مجلس الوزراء، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر "تويتر"، كاتبا "يصل الهدر في الوقت الحاضر التقني وغير التقني الى حوالي 50% من الإنتاج. اي بحث جدي بالكهرباء يجب ان يبدأ من هنا لا من البحر ولا من البر"، وذلك في رد ضمني على كلام الوزير باسيل الذي ربط استمرار الحكومة بملف الكهرباء، وجاراه وزير الاقتصاد السابق رائد خوري الذي قال: "التسوية لم تسقط لكن هناك اختلاف في نقاط عدة أهمها في ملف الكهرباء ولم نصل بعد إلى اتفاق في هذا الملف". وإذا لم نتمكن من حل ملف الكهرباء خلال شهر أو شهرين ستطير الحكومة لأننا لا نريد إفشال العهد".