هل علينا أن نسلّم أن لا ديمقرطية في لبنان البتة؟
هل علينا ان نقول أننا بتنا ضحايا نظام وهمي، لا سبيل للفكاك منه، أم نقول وبكل صراحة أننا صرنا ضحايا الديكتاتورية السياسية وعلينا الإعتراف بذلك، وعلينا أن نعرف أنه من المستحيل أن نفرّ من وجه الخداع السياسي المبرمج، كل الناس أصبحوا أسرى بيئة مفروضة فرضاً، بيئة لا تحترم فيها الخيارات، ولا يحترم فيها رأي الفرد، وهذا أقلّ ما يقال في مسألة الإستخفاف بالإنسان مهما علا شأنه وكبرت معرفته.
أما إذا أردنا أن نعرف هذه البيئة فلا نجد سوى كلمة وراثية، فالخيار الفردي يخضع لإعتبارات عديدة منها العائلي ومنها الطائفي والمناطقي، والشمولية الطاغية على غالبية الأحزاب ونرى هنا أن الناخب لا يختار أسماء مرشحيه ولا يعطي صوته لأنه مقتنع، بل يمنح لائحة يقال له أنها لائحة تمثل خطاً سياسياً وطنياً والذي يأبى أن يقدّم صوته تُشن عليه مختلف الحروب لا أقلّها الترهيب والتهديد بمصدر الرزق ولقمة العيش ولا آخرها تشويه السمعة في شقيها الوطني والإجتماعي. ومن البدع الإنتخابية التي نسمع بها كثيراً، بدعة ما يسمى بالمفتاح الإنتخابي ممن يسوق الناس ضمن قطيع فما هو هذا المفتاح؟ هل هو ضمير وطني منقذ أو روح قداسة مهمتها إنقاذ الأنفس وتأمين الخلاص لها؟ ومن أسخف ما نشاهده أيضاً إستحالة القيام بمناظرة بين مرشح ومرشح حتى لا يميّز أحد الحقيقة من الدجل. لن نسأل بعد اليوم عن سبب تدهور الوضع والديمقراطية في لبنان، هناك جواب واضح لكل ذلك، الشخصنة تحطم الشخصية اللبنانية الحرّة، الشخصنة تدك الكيان اللبناني، والإنتخابات اللبنانية فاسدة فساداً كبيراً والنظام يغش الشعب ويهيمن على خياراته الحرّة والمافيات التجارية تسيطر على كل المفاصل وغالبية وسائل الإعلام يسوّقون بقدرة المال القوى الظلامية والتجار ولم نر في يوم من الأيام تاجر أعطى المجد لبلاده.
لن يقبل شباب لبنان بعد اليوم بهذا الإستخفاف غير الإنساني للعقلية الشبابية لأن أحلامهم أكبر وأعمق وأشرف من هذه الذهنية البائدة والإستمرار في هذا التخلف السياسي مرفوض جملةً وتفصيلاً.كما لن يقبل الشباب اللبناني إستسهال كرامات الناس والسير على نهج أرساه ساسة يقودون شعبهم إلى الهلاك.
نعم نحلم نحن الشباب بدون كلل بوطن عظيم ودولة قادرة قوية عادلة سيّدة مستقلة تستقي قوانينها وتشريعاتها من تعاليم الإنسانية وليس من مصالح ضيّقة تقضي على الإنسانية وتبيد الفرد بلا رحمة.نعم نحلم نحن الشباب بإنتفاء دولة الزعامات والعقول الرجعية الضيقة التي بنت مجدها على الإقطاع الجائر، وبزوغ فجر المسؤولين الذين إرتضوا أن يغسلوا أرجل الشعب بعطر الجميل والوفاء بعد أن يتم إنتخابهم.