التبويبات الأساسية

منذ بداية كانون الأول الجاري عادت أسعار الذهب لتأخذ منحى تصاعديا فوق مستوى الـ 1780 دولارا للأونصة، في السوق العالمية.

ويحافظ الذهب على جاذبيته كملاذ آمن للاستثمار، أكان على مستوى الدول والصناديق الاستثمارية، أو حتى على مستوى الأشخاص العاديين الراغبين بالشراء.

وسجلت أسعار الذهب في السوق الفورية الأربعاء مستويات تجاوزت 1830 دولارا، ولكنها عادت إلى مستوى 1820 دولارا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 24 تشرين الثاني، ووصلت الأسعار في سوق العقود الآجلة إلى مستوى 1824 دولارا للأونصة.

ورغم تراجع المؤشرات الاقتصادية في العالم كله، إلا أن الذهب استطاع أن يحقق مكاسب بارتفاع سعره بأكثر من 20 في المئة منذ بداية العام.

نشتري أو نبيع؟

الإجابة على هذا التساؤل يعتمد على من يريد الاستثمار، إذ ما زال العديد من الصناديق الاستثمارية، وحتى الأفراد، يتجهون للاستثمار في سوق الأسهم، خاصة بالنسبة للباحثين عن تحقيق الأرباح من الأصول ذات المخاطر المرتفعة، بحسب ما يقول المحلل المالي في مجموعة "سي أف أي"، مهند عريقات.

ويضيف أن الباحثين عن تقليل هوامش المخاطر بسبب ما يشهده الاقتصاد العالمي من حالة عدم استقرار بسبب جائحة كورونا المستجد، من الأرجح أن يفضلوا الاستثمار وشراء الذهب، خاصة مع التوقعات بأن يرتفع خلال الفترة المقبلة إذا ما استمرت عوامل الإقبال عليه، واستمرار تراجع الدولار.

المحلل الاقتصادي، وائل النحاس، يرجح أن يرتفع الطلب على "المعدن الأصفر" أيضا، وما يعزز هذا الأمر احتمالية كبرى لدخول الأسواق العالمية في حالة إرباك بعد إعلان نتائجها المالية لـ 2020 وتوقعاتها لـ 2021، وهو ما سيدفع المستثمرين باتجاه الذهب.

توقعات الأسعار

وأضاف النحاس أن الاختبار الحقيقي للذهب، سيكون خلال الفترة المقبلة بمحافظته على سعر 1760 دولارا للأونصة كمستوى للدعم، وهو ما سيعني أنه سيأخذ منحى تصاعديا في الأسعار.
ويشير أن أسواق المال حتى الآن تفاعلت بشكل إيجابي مع ترشيحات الرئيس المنتخب، جو بايدن لفريقه الاقتصادي، ولكن الجميع، وحتى الاقتصاد العالمي لا يزال ينتظر حزمة التحفيز الاقتصادي، والتي يتوقع أن تتجاوز الـ900 مليار دولار.

ويتوقع النحاس أن يزيد الطلب وترتفع أسعار الذهب، خاصة خلال الأشهر الأولى من 2021. وفي حال حدوث أزمة في أسواق المال، فهذا يعني لمعانا أكثر لجاذبية المعدن الأصفر، والذي حقق مكاسب بـ 25 في المئة في خمسة شهور من 2020، أكان للدول أو الصناديق الاستثمارية، وحتى المواطن العادي الذي يرغب بالاستثمار في الذهب.

المحلل عريقات، يقول إن الذهب مر بموجات ثلاث منذ بداية 2020 في تصحيح الأسعار، إذ تراوح ما بين مستويات دعم عند 1760 و1850 و1960 دولارا، والتي كان خلالها أكبر حاجز اختراق عند مستوى 2075 دولارا للأونصة.
ويشير إلى أنه في حال تجاوز الذهب مستوى 1850 دولارا خلال الأيام المقبلة، وتلاها ارتفاع فوق 1930 دولارا، فهذا يعني دخوله في موجة صعود جديدة.
ويرى عريقات أن اتجاه الدولار الهابط، والفوائد المنخفضة ستدفع بزيادة الطلب على الذهب.

المصدر: الحرة

صورة editor14

editor14