زار الدكتور خالد الخير على رأس وفد من أهالي المنية الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في طرابلس. وقال الخير خلال اللقاء: "نحن ممَّن آمنوا واقتنعوا بالنهج الوسطي الذي انتهجتموه منذ بداية عملكم السياسي، والذي نحن بأمسِّ الحاجة له في لبنان، لنستطيع القيام بأعباء هذا البلد".
وأضاف: "المهم أن نخدم المشروع العام، ونصل إلى حيث ينبغي أن نكون. ونحن هنا لنضع ترشّحنا بين يديك ونحن في مسيرتك وخطك. أما في ما يتعلق بالمنية، فإنّ المنطقة كمثيلاتها من المناطق اللبنانية، ونحن عندما قرّرنا الترشح للمجلس النيابي قبلاً، كان همّنا كيفية حمل أعباء هذه المنطقة. وهذه المنطقة تفخر بما تضمّه على المستوى الشبابي والثقافي والعلمي والصناعي والبيئي، إضافة إلى المقومات الطبيعية من بحر وسهل وجبل، وهي قابلة للتطور بأسرع وقت ممكن. ولكن، وللأسف الشديد، على المستوى الرسمي منذ الاستقلال حتى اليوم، فقد وضعت المنطقة على خارطة الحرمان. وممّا لا شك فيه أنّ الأهالي يتحملون جزءاً من المسؤولية لأنّ خيارهم السياسي كان في غير محله. ونحن نأمل بخيارنا السياسي اليوم أن تكون هذه المنطقة على أجندة الدولة، عبر خارطة طريق تضعها ضمن أولوياتها، لأنّنا بحق نريد أن نستنهض هذه المنطقة من خلال هذا الفكر والاهتمام الذي أوليته إلى طرابلس ولبنان، ونحن نعلم أن المنية لا تقل أهمية في اهتماماتكم، عن بقية المناطق، وهذا ما يهمنا من دولتكم بالتحديد، لنستطيع معكم، وإلى جانبكم أن نستنهضها، وأن نضعها حيث يجب أن تكون".
وقال: "أودُّ أن أنوّه بملاحظة أخيرة، وهي أنّنا نتحمل المسؤولية في المنية، ولكن بجزء بسيط. أمّا الجزء الآخر، فهو يقع على الدولة، وعلى من يتولّى شؤون هذه المنطقة. كما أنّ الجميع يعلم أن منطقة المنية هي من أهمّ المناطق التي لم تتخلَّ عن الشرعية والدولة في أحلك الظروف، وخاصة في إبان الحرب الأهلية في السبعينات. هي من المناطق القليلة جداً في لبنان، التي أصرت على الوحدة الوطنية، والتمسك بالشرعية، والحفاظ على هذا البلد".
وختم: "انطلاقاً من ذلك، فأنا من هذه الدار الكريمة، وبما أمثّل بالنسبة إلى دولتكم، أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، وأضع ذلك بين يديك، لنكون جميعاً يداً واحدة لخدمة وطننا وأمتنا، وطرابلس والمنية تحديداً، تحت رعايتكم وفي ظلّ فكرك الوسطي المعتدل الذي نصرّ عليه لا لينتشر في طرابلس والمنية، بل ليشمل كل الجغرافيا اللبنانية، بكل أطيافها وطوائفها وأبنائها، لننهض بهذا الوطن إلى حيث يجب أن يكون وحيث يستحق، ولا سيما بوجودكم دولة الرئيس".
الرئيس ميقاتي
بدوره، ردّ الرئيس ميقاتي قائلاً: "عند ذكري الطاقات التي تختزنها المنية، قلت أن الدكتور الخير هو أحد هذه الطاقات المميزة، والذي تعود علاقتنا به إلى ما يناهز العشرين عاماً، وأعرف مدى قدراته لا سيما الدستورية والقانونية، وأتابع مقالاته التي تعتبر مراجع في الدستور والقانون. ولا بدّ أنّ أشخاصاً من هذا النوع، سيُنصفون حتماً، لأنهم مميزون وأصحاب حق".
أضاف: "تعرفون اليوم يا دكتور ظروف الانتخابات، وممّا لا شك فيه أنّ وجودكم كان من شأنه إعطاء غنى للمعركة الانتخابية، ولكن وجودك معنا، هو بحدِّ ذاته قيمة مضافة لنا. أقدّر وقوفكم إلى جانبنا وسنتابع المشوار سوياً إن شاء الله، وسنعمل على أن تأخذ المنية حيزاً كبيراً من اهتماماتنا بإذن الله".