التبويبات الأساسية

انطلقت ظهر اليوم، عملية تلقيح العاملين في القطاع الطبي في مستشفى صيدا الحكومي داخل المركز المعتمد في المبنى القديم، بحضور رئيس اللجنة الوطنية العلمية لادارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري ووفد من وزارة الصحة ضم مستشار الوزير الدكتور فؤاد فضل الله ورئيسة مصلحة الطب الوقائي الدكتورة عاتكة بري، وكان في استقبالهم رئيس مجلس ادارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور أحمد الصمدي والجسم التمريضي وعدد من الاطباء والعاملين فيه. كما حضر ممثلون عن مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وتجمع المؤسسات الاهلية لصيدا والجوار وعدد من الجمعيات.

وكان أول من تلقى لقاح "فايزر" المدير التمريضي في المستشفى فرنسوا باسيل ثم الصمدي، واقتصر اليوم الاول على تلقيح عدد محدود نسبيا من العاملين في القطاع الطبي من داخل المستشفى ومن خارجه، على ان تتواصل العملية غدا عند الثامنة صباحا.

البزري
وقبيل انطلاق عملية التلقيح، قال البزري: "اليوم تاريخي ومفصلي في مواجهة كورونا في الجنوب وتحديدا في عاصمته صيدا، وقد وصل من وزارة الصحة واللجنة الوطنية لادارة لقاح كورونا الدكتوران فضل الله وبري من النبطية. اليوم سنبدأ عملية التلقيح في صيدا وستكون نسبيا محدودة ولبعض العاملين في القطاع الصحي لاننا نكتشف خلال عمليات التلقيح ما هي الأمور التي تحتاج الى تعديل او تحسين خلال اطلاق هذا البرنامج، على أن يطلق بشكل أوسع غدا او بعد غد، بحيث يأتي عدد أكبر من الناس وعاملون في القطاع الصحي الى مركز مستشفى صيدا الحكومي، ثم ننتقل لتمنيع كبار السن. ونأمل ان نتمكن خلال هذه الفترة من ضم مركز آخر لمستشفى صيدا الحكومي، وهذا كله يتوقف على مدى قدرة المركز الذي نعمل فيه على تطوير نفسه وتحسينها بسرعة".

أضاف: "صيدا عاصمة طبية وصحية لمنطقة كبيرة، لذلك ستخدم منطقة اقليم التفاح وصيدا وصولا الى بعض مناطق الرميلة وغيرها، وبالتالي اليوم نرى جهوزية المركز الذي كنا ننوي افتتاحه الثلثاء، ولكن اليوم قمنا بزيارة مفاجئة وافتتاح مفاجىء نهار الاثنين لنتأكد أكثر من الجهوزية".

وتابع: "اللقاحات سيتوالى وصولها اسبوعيا، ووصولها تم بصورة شرعية ومدروسة ونحن مسؤولون عنها وحرصاء على تطبيق التوجيهات والقوانين التي وضعتها لجنتنا في الخطة، والتي تجعل الاولوية طبية. ونتوجه الى الرؤساء الثلاثة الذين دعموا برنامج التلقيح مرتين: الاولى عندما أمنوا الاموال والتشريع والتنفيذ، والثانية عندما اعتبروا انفسهم كأي مواطن لبناني ملتزمين بأولوية التلقيح".

وقال: "البرنامج سيحتاج الى بعض الامور التي تتطلب تعديلا، فنحن نعترف انه ليس كاملا حتى هذه اللحظة لذلك نريد تطويره بمساعدتكم. لذا، نرحب بالنقد البناء والايجابي من قبل الاعلام ومن الرأي العام، وأي نقطة يرون أنها بحاجة الى تعديل نحن مستعدون لان نتفاعل معها ايجابا. هناك بعض الامور التي لاحظناها بالامس واليوم خلال عمليات التلقيح وقد عملنا عليها، أكان لجهة تحسين الاداء الالكتروني أم لناحية تحسين اداء التسجيل والطريقة التي نتواصل فيها مع المواطنين".

أضاف: "صحيح أن البلد دفع سعر اللقاح من جيبه انما بدعم من البنك الدولي الذي ولاول مرة يقر برنامجا تلقيحيا، إذ أنه لا يدعم البرامج التلقيحية ولكن دعم هذا البرنامج لانه اعتبره من افضل البرامج التي اطلع عليها، وهو من مئة وخمس صفحات عملت لجنتنا عليه بكل التفاصيل وكذلك الاطباء الذين هم معنا. لذلك بعد ان نجحنا في تحدي البرنامج، أمامنا تحدي التنفيذ ولكي ينجح يجب ان نكون يدا بيد ونثبت للعالم ان لبنان في أحلك الظروف واصعبها قادر على تنفيذ برنامج تلقيحي يعتبر من الافضل في العالم. اليوم نحن الدولة السبعين من اصل مئتي دولة بدأت برنامج التلقيح، واذا تعاونا جميعا أعدكم من الان ولغاية شهرين نصبح الدولة الثلاثين في برنامج التغطية التلقيحية".

وتابع: "لا تنخدعوا كثيرا، فهناك دول بدأت التلقيح وتوقفت، وأخرى بدأت وتعثرت، ونحن سنحاول تجنب الوقوع في أخطائها والتعلم منها. أكرر، نريد واياكم أن نكون يدا بيد وكل ما ترونه يمكن تطويره، فأنتم عيوننا ومراقبونا، صحيح أننا طلبنا من البنك الدولي ان يرسل الصليب الاحمر والهلال الاحمر ليكونا جزءا من عملية الرقابة انما نحن سنقوم برقابة خاصة بنا وانتم مراقبونا".

وأردف: "اليوم سنبدأ بتلقيح محدود لبعض العاملين الصحيين، ونأمل ان نتطور تدريجيا، بالامس في المراكز التي أجرينا فيها التلقيح كان هناك نسبة نجاح عالية، فقد لقحنا 1100 شخص واليوم لدينا حوالى 14 مركزا مع صيدا، وغدا ستكون المراكز اكثر بحدود 22، على أمل الوصول الى مراكز اوسع خلال الاسابيع المقبلة، وعندما تأتي لقاحات جديدة سنصل الى مناطق لن تخطر على بالكم. واعتقد أننا خلال يومين، سنستدعيكم الى مستشفى دار السلام لتمنيع المسنين".

وردا على سؤال، قال البزري: "بدأنا بالمستشفى الحكومي لعدة اسباب، فنحن دوما ندعم القطاع العام مع تقديرنا للقطاع الخاص، وبالتالي القطاع الخاص الاستشفائي في صيدا له دور ولكن القطاع العام له دور ومستشفى صيدا الحكومي هو اول مستشفى افتحح لمواجهة كورونا في منطقة صيدا والجنوب، ونريده ان يكون اول مركز تلقيحي في صيدا، وهذا لا يعني اننا لا نريد توسيع مراكز اخرى. للاسف، المستشفى التركي ما زال بحاجة الى أمور يجب العمل عليها، قد يكون مع لقاح استرازينيكا، لذلك سنحسن ونطور ونعمل على الموضوع، وهذا لا يعني اننا سنعفي القطاع الخاص من مسؤولياته على الاقل بتلقيح عماله والموجودين فيه انما ما يسمى الفئة الاولى التي هي الاكثر عرضة للخطر ستأتي الى مستشفى صيدا الحكومي من اي مستشفى آخر وستأخذ اللقاح".

أضاف: "سنزيد سعة مستشفى صيدا الحكومي تدريجيا، واذا استطعنا سنفتح مركزا آخر ليأمين سعة ثالثة، كذلك سنفتح مركز جزين لقرى جزين ولا شيء يمنع ان نتعاون مع المستشفيات الخاصة لتتحول الى مراكز تلقيح مستقبليا. لدينا برادان يعملان بحرارة ثمانين درجة تحت الصفر، الاول في مستشفى صيدا الحكومي والاخر في مستشفى حمود الجامعي، قدمتهما وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية".

وردا على سؤال، قال: "للاسف، نظام وزارة الصحة اليوم مرتبط بشبكة الانترنت، لذلك واجهتنا بداية بعض العثرات التي نعمل على تحسينها، وسنمنح بعض الحرية للمراكز مستقبلا، شرط ان تكون تحت سقف الخطة التي وضعناها. سنلقح اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين، وهذا احد اسباب اختيارنا مستشفى صيدا الحكومي نظرا لقربه من المخيم، ونصر على استخدام كل قطرة لقاح موجودة، لذلك نمنح المركز عندما نقدم له كمية اللقاح المطلوبة ويتبقى لديه جرعة او جرعتان، حرية استدعاء أحد الموجود فيه لاخذ اللقاح شرط إبلاغ البرنامج بهدف التبرير".

وختم: "اللقاح خطوة نوعية لنواجه الفيروس ونأمل ان ننتصر، وأشكر إدارة مستشفى صيدا الحكومي والعاملين فيه على دورهم الاساسي في مواجهة كورونا وفي التلقيح. وايضا أشكر تجمع المؤسسات الاهلية لصيدا والجوار الذي سيواكبنا بتبرع خلال عملية التلقيح".

الصمدي
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي: "من خلال اعتمادنا مركزا اساسيا في صيدا لعلاج الكورونا والان مركزا للتلقيح، والمركزان قريبان من بعضهما، أمامنا الكثير من العمل والجهد لتخفيف أعداد المرضى مقابل ازدياد اعداد متلقي اللقاح، ونأمل خيرا".

باسيل
وكان أول متلق للقاح المسؤول التمريضي في المستشفى أكد "اهمية ان يتلقى الجميع اللقاح للوصول الى نهاية أزمة كورونا". ثم تلقى الصمدي اللقاح، وتوالت العملية على جزء من الطاقم الطبي في المستشفى وآخرين من خارجه، حتى الرابعة عصرا، على ان تتواصل العملية عند الثامنة صباح غد.

مؤسسة الحريري
أما ممثل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة محمد اسماعيل، فقال: "ندعم كمؤسسة خلية ادارة الكوارث والازمات في اتحاد بلديات صيدا الزهراني، ونقوم بالابحاث التقنية وندعم المستشفيات، واليوم دورنا في تسجيل الاشخاص الذين يودون تلقي اللقاح وتنظيم العملية وتقديم الدعم التقني واللوجستي في المستشفى. كذلك نقوم بحملات توعية على اللقاح وفق المعايير العلمية، لتشجيع الناس على تعبئة الاستمارة عبر المنصة الالكترونية والاستمارة الخاصة باتحاد بلديات صيدا الزهراني. وأصبح لدينا تقريبا أكثر من 40 شخصا قاموا بتعبئة الاستمارة، جزء منهم مع اخذ اللقاح وجزء لا يريد، لذلك مهمتنا تشجيع الجميع على أخذ اللقاح".

تجمع المؤسسات الاهلية لصيدا والجوار
ولفت علي السعودي من تجمع المؤسسات الاهلية لصيدا والجوار الى "مواكبة عملية التلقيح من خلال تقديم المساعدة التقنية واللوجستية، بعدما أعاد التجمع تأهيل المركز المعتمد في المستشفى وتجميل مداخله، وحث الناس على المسارعة للتسجيل عبر المنصة لاخذ اللقاح".

المركز
ويتضمن مركز التلقيح المعتمد في مستشفى صيدا الحكومي، ثلاث غرف تلقيح وغرفتين للمراقبة وغرفة انعاش، بالاضافة الى غرفة ادارية لتعبئة الاستمارات، ويتلقى الراغب في التلقيح بعد التسجيل على المنصة الالكترونية، اللقاح في الغرفة المخصصة لينتقل بعد ذلك الى غرفة المراقبة حيث ينتظر نحو ربع ساعة للتأكد من عدم ظهور أي مضاعفات، على ان يأخذ الجرعة الثانية ضمن المدة المحددة في وقت لاحق.

صورة editor3

editor3