التبويبات الأساسية

أبو فاعور: نأمل أن تفرج الأيام القادمة عن تشكيل الحكومة لإعادة ثقة المواطن ليس بالدولة بل بالسياسة

أمل عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور أن "تفرج الأيام القادمة عن تشكيل الحكومة، التي سيكون عليها الكثير من العمل، لإعادة ثقة المواطن ليس بالدولة بل بالسياسة"، مشيرا إلى أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط "لم يتحجر خلف موقفه، ولم يقبل أن يقال إننا قدمنا تنازلا، أو تضحية، ولم يقبل بأن يقيم تسوية، أو صفقة سياسية، بأن يأخذ ويعطي يمنح ويتنازل مقابل أن يحصل بعض المطالب".

كلام أبو فاعور، جاء خلال تمثيله جنبلاط ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط في تشييع المحازب سعيد البراضعي (أبو وجدي)، في مأتم شعبي وحزبي حاشد، أقيم في بلدته بكيفا في قضاء راشيا، في حضور نائب رئيس "منتدى التنمية اللبناني" وهبي أبو فاعور، كاهن الرعية "بروتوباباس" ابراهيم كرم، لفيف من المشايخ وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي، وكيل داخلية "التقدمي" رباح القاضي، وفد كبير من أعضاء الوكالة والمعتمدين ومدراء الفروع والمحازبين، وفد من قدامى الحزب ورفاق الراحل، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ووفود من مختلف قرى قضاء راشيا والبقاع الغربي وحاصبيا والجبل.

وقال أبو فاعور: "نعرف حجم القلق والمخاطر والهواجس، التي تعيش في أذهان اللبنانيين، ونحن نودع عاما دون أمل، والسؤال الأساسي، الذي يعيش في رؤوسنا جميعا، والذي هو في بلاد أخرى، لا يرتقي إلى مسألة السؤال، هو أن يكون هناك حكومة في لبنان أو لا يكون؟ بينما يجب أن يكون السؤال، هل تستطيع الحكومات أن تحقق وتعيد الآمال المنتزعة من عقول اللبنانيين جميعا؟".

أضاف: "ولنا في الحزب التقدمي الاشتراكي ما نقول، لأن لنا ما أقدمنا عليه"، مؤكدا أن "وليد جنبلاط لم يتحجر خلف موقفه، ولم يقبل أن يقال إننا قدمنا تنازلا، أو تضحية، ولم يقبل بأن يقيم تسوية سياسية أو صفقة، بأن يأخذ ويعطي يمنح ويتنازل، مقابل أن يحصل بعض المطالب، ولم يطلب وزيرا بالمقابل من طائفة أخرى، ولا أثمانا سياسية. ببساطة وبشعور وطني صادق، وبمسؤولية يجب أن يتحلى بها كل المسؤولين، قام بما يجب عليه أن يقوم به، وقبل بمنطق التسوية السياسية مع نفسه أولا، وعندما ندعو اليوم إلى إعمال منطق التسوية السياسية في مقاربة وفي روحية تشكيل الحكومة، فإنما نقوم بذلك من موقع، الذي أقدم وليس من موقع، الذي يدعو الآخرين إلى القيام بأمر لم يقدم على القيام به".

وإذ أمل أن "تفرج الأيام القادمة عن تشكيل الحكومة، التي سيكون عليها الكثير من العمل لإعادة ثقة المواطن، ليس بالدولة، بل بالسياسة"، رأى أنه "تكاد تكون مهنة السياسة اليوم، مهنة غير معتبرة في عيون اللبنانيين، نتيجة هذه الإخفاقات السياسية المتكررة، في أن تكتسب السياسة معناها الشريف، الذي عمل لها وبشر بها الشهيد كمال جنبلاط، وآمن بها الرفيق الراحل أبو وجدي سعيد البراضعي".

وعن الراحل، قال: "يمثل جيلا من الطيبين والشرفاء والمتواضعين، فكان يمثل روح هذه القرية الطيبة في رقيها ومحبتها، كان محازبا لكنه لم يكن متحزبا، كان منتميا لكنه لم يكن متعصبا، كان يمثل هذه الصفة الملازمة لبكيفا في تنوعها السياسي، ولكن في محبتها السياسية، كان العم أبو وجدي معبرا عن روح وادي التيم، في البداهة والطيبة والشرف وفي العمل الاجتماعي الصادق، دون اعتداد ودون ادعاء ودون تكلف".

أضاف: "وأنا أنظر إلى بعض العيون التي تدمع اليوم على وداعه، وأعتقد أننا به نودع جيلا ومرحلة من القيم الأخلاقية والاجتماعية، من الناس الذين عاشوا في هذه الأرض دون عقد ودون خلفيات، ومن الذين يعبرون عن بساطة هذا التيم وهذه البلاد، من الذين يريدون أن تكون علاقتهم مع الجميع علاقة محبة وعلاقة خير".

وختم "نودع اليوم العم أبو وجدي، هذا الرجل، الذي منذ شبابه اندفع بصدق وشجاعة وشرف إلى اعتناق كمال جنبلاط، وكمال جنبلاط كان فكرة، فانتمى إليها واعتنقها ودافع عنها وعمل لأجلها، كمال جنبلاط كان فكرة في الأخلاق قبل أن يكون فكرة في أي أمر آخر، كان يعتقد ويبشر عن السياسة بأنها مسلك شريف، لأن لها علاقة بقيادة الرجال. فالعم أبو وجدي كان يعبر عن هذا المنحى الأخلاقي فالسياسة أخلاق والعمل الحزبي والاجتماعي أخلاق والعمل العام والعلاقات الاجتماعية أخلاق".

دهام

وألقى كلمة العائلة والبلدة المربي نظام دهام، فقال: "منذ لقائنا الأول في منزله في الأشرفية في بيروت، ذلك المنزل الذي كان دائم التأهيل والترحيب، بكل صديق أو رفيق أو ضيف، متبادلين مع أصدقاء لنا أفكارا حول ما يفيد قريتنا، وينهض بها غير سائلين عن مشرب عائلي أو سياسي، فوجدنا ضالتنا الثقافية والاجتماعية والرياضية في نادي بكيفا الثقافي الخيري، الذي كان قد تأسس في العام 1967، على يد مجموعة من الشباب والصبايا، وبدأنا العمل إلى أن كانت الحرب المجنونة عام 1975، والتي دفع ثمنها كل الناس، فعاد مع أسرته إلى بكيفا، باحثا عن حياة جديدة انخرط فيها في العمل الوطني، من خلال الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي كان قد انتسب إليه وأعطاه حياته، فكان مثلا في عطائه ووطنيته واندفاعه وحبه للناس، كل الناس، سائلا عن أحوالهم مبلسما جراحهم من خلال قدراته وإمكاناته المتوفرة لديه".

أضاف: "ربطته علاقة خاصة مع رفاق له من السوريين القوميين الاجتماعيين، علاقة فيها الكثير من المودة والاحترام، نسجها محطات ومواقف واعتدالا، حيث كان مسؤولا عن فرع الحزب التقدمي في بكيفا، نسجها بين الحزبين التقدمي والقومي، وكثيرا ما كان يحضر في إشعاره وقصائده الزعيمان أنطون سعادة وكمال جنبلاط، مستشهدا بهما وبتاريخهما، راجيا القدوة بهما وبنضالهما حتى الاستشهاد".

وختم "أبو وجدي كان حاضرا في كل ما خص، ويخص بكيفا من عمل إنمائي وبلدي واجتماعي وخيري وثقافي، ولذلك فهو وإن غاب جسدا هو حاضر الآن وغدا، وفي كل أوان فحجارة هذا النادي، نادي بكيفا الثقافي الخيري، شاهدة تحكي عن دوره في تشييد هذا المبنى. فمنذ اللبنة الأولى في العام 1976، وصولا إلى كونه وصيرورته ملتقى ومنتدى لأهل الثقافة والفكر والعلم، حيث كان عضوا في هيئته الإدارية على مدى جاوز الثلاثين سنة".

درغام

وفي كلمة التعريف، التي ألقاها جميل درغام، قال: "بكيفا التي عرفت العم أبا وجدي في العمل الاجتماعي، مقداما كنائب لرئيس بلديتها وناديها، والذي قدم لها من جهده ووقته وسنيه، والذي أرادها أن تكون قبلة هذا التيم الرحب، وأن يكون لها هذا الوقع المؤثر".

أضاف: "بكيفا التي أحبت أن تلقي عليك اليوم الوداع الأخير، وتنثر على مسمعك الأخير، كلمات فيها الكثير من الصدق والوجدان والعرفان بالجميل".

وتابع: "انتسب إلى مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط يافعا، ظل معها ولها حتى الرمق الأخير، وتدرج في مسؤولياتها، إئتمنته على حزبها ومرجعها ومعتقدها، فعمل لها وعمل له، وأخلص لكل منهما، وأفنى جل حياته في الدفاع عنهما، وفي أن تكون رايتهما راية العالم الحر والشعب السعيد خفاقة عالية على عميم من مجد وفخار".

صورة admin2

admin2