تحت عنوان: "الديبلوماسيون يحذّرون... والسياسيون مخدّرون"، كتب آلان سركيس في صحيفة "نداء الوطن": ليست المرّة الأولى التي يتحرّك فيها المجتمع الدولي لحماية أمن لبنان واستقراره، في حين أن الأوضاع في المنطقة لا توحي بأن هناك تسوية ما قد تحصل يمكن أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية. في جلساتهم مع السياسيين اللبنانيين، يؤكّد عدد من السفراء أنّ لبنان أمام مرحلة خطرة جداً ويجب تدارك الأمور قبل الوصول إلى حافة الإنهيار.
هذه التحذيرات الديبلوماسية التي تُردّد بين الحين والآخر في الأروقة السياسية ليست جديدة، إذ إن المجتمع الدولي يدأب منذ مدّة على حث الحكومة اللبنانية على اتخاذ إجراءات إصلاحيّة جذريّة وليس الإكتفاء بأخذ المسكنات الظرفية التي ينتهي مفعولها بعد أسابيع.
وفي السياق، فإن التحذيرات الديبلوماسيّة لا تقتصر على ضرورة أخذ الواقع الإقتصادي في الإعتبار، بل إن الواقع السياسي الجديد في المنطقة يرخي بظلاله ولا يمكن للبنان أن يتجاوز كل تلك التغيرات الإقليميّة.
وإذا كان قادة لبنان لا يأخذون كل تلك التحذيرات على محمل الجدّ وكأنهم مخدّرون، إلاّ أن السفراء وخلال لقاءاتهم الدوريّة يحاولون تعميم أجواء إيجابية، لكنهم في المقابل لا يتجاهلون الواقع السيئ والمزري الذي يعيشه لبنان والذي لا يمكن السكوت عنه لأن التراكمات السلبية ستؤدي في مكان ما إلى حدوث صدمة سلبية لا يمكن تخطيها.