أزيح الستار عن تمثال النائب السابق الراحل أوغست باخوس في احتفال أقيم بدعوة من مجلس بلدية الجديدة - البوشرية - السد، في البوشرية - شارع أوغست باخوس - قرب مستشفى مار يوسف، في حضور النائب هاغوب بقرادونيان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس أمين الجميل، النائب ابراهيم كنعان وعدد من النواب السابقين وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والقانونية والروحية والإجتماعية وأفراد العائلة والأصدقاء.
ثم جرى احتفال في المسرح البلدي في البلدية تخللته كلمات لكل من نقيب المحامين اندره الشدياق، الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني، الوزير والنائب السابق ادمون رزق، أنطوان قاصوف، أوغست قيصر باخوس ورئيس البلدية انطوان جبارة.
بعد النشيد الوطني، وعرض فيلم يوثق لحياة الراحل رحبت عريفة الإحتفال رنا لويس بالحضور واضعة الحدث في سياق "مبادرة قامت بها بلدية الجديدة - البوشرية - السد وفاء للراحل باخوس بعد سنة ونصف من رحيله".
الشدياق
ثم ألقى النقيب الشدياق كلمة اعتبر فيها "استذكار باخوس مدعاة فخر له"، وقال:"حيا الأستاذ أوغست العمر عمرين، رجل قانون مجليا ومحاميا متجليا في إنسان، وإنسانا مسكوبا في رجل قانون. يوم رحيله ارتعدت المحاماة حزنا لسماع النعي الاليم وعدو جسد أحد أبنائها الى عالم الخلود بعد أن تيمه عشق مهنته الى الغاية".
وأشار الشدياق الى أن "باخوس كان متشوقا لسماع مرافعات كبار المحامين أمام أقواس محاكم بيروت، أم الشرائع. في العدلية القديمة على مقربة من ساحة البرلمان كان يحاكي أساتذة القانون المنحوتة تعاليمهم على جدران مدرسة الحقوق الرومانية المهدمة، وواكب أساطين المهنة حتى انطبعت في وجدانه فضائلهم ونظرتهم المستقبلية الثاقبة في صنع وصياغة تشريعات نأت عن محاصصة انانية ومصالح شخصية".
وختم: "لدى تأسيسه لمكتبه الخاص في منتصف القرن الماضي، فقه أن المحاماة يضيف التعريف بها على أنها مهنة فحسب، بل هي كأمته رسالة، فترسل المحاماة مهنة وامتهن المحاماة رسالة، وأم دور العدل فبادله القضاة الذين اعتلوا منصات المحاكم الوقار والمهابة والاحترام".
الحسيني
بدوره، حيا الرئيس الحسيني اوغست باخوس الزميل، وقال: "أوغست باخوس كان لي وكنت له زميلا في أمر لبنان، وفي الطريق مهما تكن الصعاب، كان وكنت له زميلا في أمر اللبنانيين وفي الطريق منهم وإليهم، مهما يكن الإنقسام، هكذا فهمنا معنى النيابة في لبنان وعن اللبنانيين وهذا ما أرجو أن يعود اللبنانيون اليه".
رزق
وقال الوزير السابق ادمون رزق: "وفاقات بيننا ومواثيق وثقة، والثقة أساس كل شيء كان أوغست باخوس رجل ثقة يؤتمن على الوكالة في المحاكم أم في المجلس النيابي . الأمانة كان يحملها بشرف وبمعرفة وعنفوان، ولئن أحنت الأعوام ظهره فقد بقي مرفوع الرأس. أوغست باخوس تعلمنا منه فهو سابق لنا في معهد الحكمة وفي معاهد الحقوق وهو زميل نتطلع كفاءاته في المجلس النيابي ، وكان من حظنا أن أمضينا جنبا الى جنب في لجنة الادارة والعدل النيابية أعواما، ثم كان لنا أن ننعم برفقته في لقاء الوثيقة والدستور الذي أسسناه لكي يحافظ على أمانة وثيقة الوفاق الوطني او إتفاق الطائف. ولعلي الآن في موقف حرج لا أستطيع إلا أن أجاهر به وهو أن رعيل الطائف قد اصبحت أكثريته الساحقة مع أوغست باخوس".
وتابع: "لكم يطيب لي الآن أن أتوجه إليه قائلا بربك يا أوغست وأنت الظريف الذي كنت تملأ المجالس ظرفا وحيوية لماذا لا تدعو الثلاثة والاربعين الذين فوق لكي يتدارسوا ما نحن نتخبط فيه الآن لكي يحسموا موضوع من يوقع ومن لا يوقع، لكي يشرحوا لنا من يمثل من وهل باسم الطوائف نحن نتولى الوزارات أم باسم المواطنية، هل نحن أفخام وقمائم ومذاهب وطوائف أم نحن مواطنون في بلد حر مستقل لا يضيره صغر مساحة ولا يقزمه تعملق غيره".
وقال:" أوغست باخوس، ما أحوجنا اليك والى رفاقك والى من هم على مثالك اليوم ، لا انتقاصا من أحد فنحن نجل ونحترم الجميع ونحافظ على المقامات ولكن ألا نشعر ونحن نذكر الكبار أننا بحاجة الى كبار، ألا نشعر اننا بحاجة الى من يسهر الليل والنهار ويدأب في العمل لكي يرتاح الشعب ولكي تسلم البلاد؟".
وأثنى في الختام على "وقفة الوفاء التي وقفتها بلدية الجديدة"، خاتما بتلاوة بيت من قصيدة كتبها الشاعر ابراهيم سمعان في باخوس: "سيرويك لبنان ما دام عدل وما صدحت جرأة في المحاكم".
القاصوف
وألقى القاصوف كلمة أصدقاء باخوس وجاء فيها: "سمينا في منطقتنا كل الأساتذة بأسمائهم، في حين أن إسم الأستاذ مع "أل" التعريف، وحده كان يعني أوغست باخوس. فما السر في ذلك؟ السر كل السر يكمن في جذوره الإنسانية العميقة وسيرة حياته الفريدة".
أضاف: "عاش حياته زاهدا في كل شيء، وقانعا بكل شيء، لا يرفض نعمة ولا يطمع بزيادة مرددا قولا آل إليه من أحد المسنين: "ما دام في قبور لشو القصور؟".
وتابع: "قضى عمره مؤمنا ممارسا، يخشى الله في السر والعلن، كبيرا في إتمام المعروف، يعجله ويستره، خوفا من أن يكون مذنبا بالخير الذي لم يفعله".
وقال: "كرس واجبه المهني محاميا مندفعا للدفاع عن المظلومين، حاميا أصحاب الحقوق"، معتقدا أنه "إذا دعاك الواجب فالسعادة تنتظرك".
باخوس الحفيد
ثم قال أوغست باخوس الحفيد الذي ألقى كلمة العائلة: "أخشى بعد كلمة الأستاذ نصري المعلوف أن تبوخ جوختي هذه، أول كلمة ألقاها جدي في أول جلسة نيابية له عام 1972 وأنا، بالتالي، أخشى أن تبوخ جوختي بعد كلمات جهابذة اللغة العربية والعريقين في الكلام (والعريقين) في نضالهم وحبهم للبنان، فإنه لشرف عظيم أن أتكلم من بعدهم وإنني أشكرهم فردا فردا على هذه الكلمات الطيبة والصادقة والنابعة من القلب".
أضاف: "جدي كان رمزا وطنيا بامتياز وأحب بلده بقدر ما أحب عائلته والجميع يعرف من كان أوغست باخوس السياسي والمشرع والقانوني والوطني، ولكن وبما انني اتكلم بإسم العائلة دعوني أقول لكم من كان أوغست باخوس بالنسبة للعائلة وبالنسبة لي وما علمني".
وختم: "كان اساس وركن العائلة فهو المؤسس والمرشد والحاضن والساعي الدائم الى جمع العائلة مهما اشتدت الظروف. وقد علمني ألا أرضخ وأستزلم لزعيم أو شخصية بل أن أكون وفيا لوطني ولمنطقتي، هذا ما علمني اياه أوغست باخوس وهذا ما أؤمن به كل الإيمان، وهذه المبادىء سأنقلها لابني وعائلتي وأصدقائي ومعارفي فلربما أصبح في المستقبل شعارا باخوسيا لبنانيا بامتياز".
جبارة
كلمة الختام كانت لجبارة الذي ألقى قصيدة من وحي يوم الوفاء لباخوس جاء فيها:"كنت البداية ربانا وقبطانا، لولم تكن أنت ما كان الذي كانا، أتعبته القلب كي ترعى طفولتنا وكنت أكبرنا قدرا وأقوانا. البوشرية أهدتنا أساورها، تلك الأساور من أغلى هدايانا. مات الأصيل وما ماتت أصالته، فاخرج من الصخر حيا وابدأ الآنا".
أضاف: "صداك في مجلس النواب مزدهر، أشبعته العمر تشريعا وعمرانا، أنت ابن قافلة قاماتها نضجت، فاضت أسودا وقوادا وفرسانا، هم الرجال الذين استنهضوا وطنا، لبنان من دونهم ما كان لبنانا".
واختتم الإحتفال بقطع قالب الحلوى وشرب نخب المناسبة.